تكلمنا في المقال السابق عن ثلاثة أفكار وجب اعتناقها، و ثلاثة شروط وجب تلبّسها، و ثلاثة ركائز وجب التشبث بها لمن يبغي العمل للقضية المباركة المقدسة و الرباط في سبيل تعريف الناس بها و توعية الأهالي بمركزيتها و توجيه الأنظار لأهميتها و سداد المدافع و المنافح عن جوهرها و أعراضها.
و لنا في هذا المقال أفكار أخرى و نقاط نضعها على حروف جملة العاملين لقضيتنا.
4) قضيتنا هي الحق: إن الأمر الذي ندافع عنه و نحاول العمل من أجله هو الحق المبين، الحق الذي لا يساوره شك و لا يعتريه ظن و لا يصل إله وهم بل هو العلم اليقين، نحن نعمل لقضية لا يعتريها لبس و لا يصل إليها تحريف و لا تحوير، نحن نمشي في طريق كل أعدائنا و مناوئينا فيه عن الحق معرضين و للصراط ناكبين و للباطل راكبين و للفساد عاملين و في الخزي و البوار و المذلة – لا محالة – واقعين.
5) مادمنا على الحق فنحن الأعزاء: ألم يقل الله تعالى " و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين"، إن الذي يعمل في هذا السبيل لا يجب أن يكون إلا مرفوع الهامة عاليَ القامة ناصع الجبين قوي الشكيمة، على العامل للقضية أن ترتفع نفسيته للقمّة و أن يكون سامق الهدف و الهمّة، على السائر في هذا الطريق أن يعمل باليد و اللسان و القلم لأنه بائن عن غيره بون العقل و القدم، لأنه رافع العلم و موقد الهمم،لأنه من أتباع الحق الأبلج و من يعاديه يغوص في الباطل اللجلج.
6) مادمنا هكذا فالله معنا: من يماثله من الله مولاه، و هو حسبه و مجيره و حاميه و المدافع عنه " إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور "، إن الذي وهب للحق حياته، و كتب على نفسه أنا وقف لله و لقضايا المسلمين و خاصة قضية المسرى المقدس فإنه يعيش في كنف الله و محاط ببركة مسرى رسول الله صلى الله عليه و سلم، فالله الله في العمل و الله الله في الجهد و المثابرة و الإخلاص، و سيأتي اليوم الذي يصلي فيه المسلمون في مسرى حبيبنا، فاستبقوا الخيرات و احجزوا الأماكن للنصرة و اللهفة على المقدسات و ادعوا الله أن يجعلنا جميعا من المدافعين الحماة " و ما ذلك على الله بعزيز ".
محمد سبرطعي /عنابة
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.">sbartaimohamed@yahoo.fr