قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Monday, 14 October 2013 06:54

أوقات تغمرها الرحمات وتتنزل فيها البركات...

Written by  الأستاذة أمال السائحي.ح
Rate this item
(0 votes)

شهر ذو الحجة عزيز على النفس المؤمنة، محبب إلى القلب الصالح، و هو كذلك له كرامته و هيبته لدى عامة المسلمين، بعد مرتبته الخاصة لدى المؤمنين الصالحين، فرسالته إلى المؤمنين أن يتدرج بهم من مقام الإيمان إلى مقام الإحسان. و على ذلك فرسالة الحج رسالة إنسانية سامية مستمدة من أقدس رسالة و أعظم كتاب، الحج تهذيب و تربية، و تقويم للمعوج من الأخلاق، و علاج لأسقام القلوب و النفوس و الأبدان، و ارتقاء بالنفوس الكاملة العارفة بالله .

و يكفي شرفا هذا الشهر أن الله سبحانه و تعالى أقسم بأوائل أيامه في قوله تعالى :

((وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ، هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ)). سورة الفجر (5).

يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات:

أَمَّا الْفَجْرُ فَمَعْرُوفٌ، وَهُوَ: الصُّبْحُ. قَالَهُ عَلَيٌّ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَالسُّدِّيُّ. وَعَنْ مَسْرُوقٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: الْمُرَادُ بِهِ فَجْرُ يَوْمِ النَّحْرِ خَاصَّةً، وَهُوَ خَاتِمَةُ اللَّيَالِي الْعَشْرِ.

وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِذَلِكَ الصَّلَاةُ الَّتِي تُفْعَلُ عِنْدَه، كَمَا قَالَهُ عِكْرِمَةُ.

وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ جَمِيعُ النَّهَارِ. وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ: الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ. كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ" -يَعْنِي عَشَرَ ذِي الْحِجَّةِ -قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلًا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعُ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ"

و فيه التلبية و النداء الأزلي، لا أول له، و نداء الأبد، لا نهاية له، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد و النعمة لك و الملك، لا شريك لك.

إنها أوقات تغمرها الرحمات و تتنزل فيها البركات، في شهر ذو الحجة المعلوم لدى كل المسلمين و المسلمات، حيث يهرع الحجيج من كل فج عميق، و قلوبهم متشوقة إلى الحرم المكي والنبوي، رجالا و نساءً و أطفالا، على كل ضامر ليشهدوا منافع لهم و يذكروا اسم الله في أيام معلومات، ثم ليقضوا تفثهم و ليوفوا نذورهم و ليطوفوا بالبيت العتيق، يعيشون على الأرض المقدسة، خاشعة قلوبهم، و تلهج ألسنتهم بالذكر و الدعاء ، و كل أعضائهم في طاعة الله ...

و إنها كذلك أوقات تغمرها الرحمات و تتنزل فيها البركات، لمن أراد أن يعيش هذه الأيام، و كأنه يؤدي فريضة الحج، فهي أيام لا بد و أن يقف عندها كل مسلم، و يعمرها بصيامه، و صدقته، و استغفاره و كلمته الطيبة، و تحسين أخلاقه، إلى تجديد النية مع الله في أضحيته لله، و أن يجعل منها نصيبا للأقربين و للفقراء والمساكين..

إن في رزنامة السنة التي تمر علينا الكثير من الأيام المباركات، فلا بد أن نتصيدها إذا صح التعبير، حتى نجعل من روتيننا اليومي تغييرا إلى الأحسن، و نجعل كذلك لحياتنا معنى مع الله...

تقبل الله منا و منكم مناسككم، و كل عام و أنتم إلى الطاعة أقرب..

Read 2305 times Last modified on Wednesday, 21 November 2018 14:51

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab