إن لم نشكر نعم الله تعالى يؤخذ من عباداتنا لاستوفاء الشكر ، و حديث كل سلامة من بني آدم صدقة، دليل على ذلك.
كيف نؤدّي شكر النعم، هذا علم و النّاس يحتاجون إليه ، و هو علم مستقل بذاته.
إذا قصّر العبد عليه بالاستغفار، و إذا أتمّ العمل عليه بالشكر، فإن قصّر في الشكر نقص أجر عمله و أثّر في الأعمال المقبلة الأخرى. لهذا لمّا إجتهد رسول الله صلّى الله عليه سلم في العبادة و سئل عن ذلك قال:(أفلا أكون عبدا شكورا).
لا بدّ للنّعم أن يؤدّى شكرها، و شكرها من جنسها، فنعمة العلم يؤدّى شكرها بتعليمه و العمل به، نعمة القوة البدنية يؤدّى شكرها باستخدامها في الطاعة و منفعة الناس، و إعانة الناس، المال بإنفاقه في أوجه الخير و الطاعة، و إلا إستوفى الله تعالى شكرها من الحسنات يوم القيامة.
أما نعمة الأولاد و الذرية فيؤدّى شكرها بتربيتهم ، و تنشأتهم على الإسلام والتوحيد ، و على الأولياء أن يتعلموا كيفية أداء شكر هذه النعمة ، حتّى يحفظوها و يفلحوا.
كتاب مائة فائدة في تربية الأولاد و لله الحمد ينبه إلى بعض تلك الإرشادات و يوجه الأولياء إلى سبل نافعة تعينهم في مسارهم التربوي.
و أكبر حفظ للنعمة هو شكرها، قال تعالى (ولئن شكرتم لأزيدنكم)فيثبت الله لنا النعم بل يزيدنا منها إن نحن شكرناه عليها، فالشكر قيد للنعمة، و أركان الشكر ثلاثة:
1- الإقرار بالنعمة.
2- نسبتها إلى المنعم.
3-و بذلها فيما يحب.
اللهم يا واسع أرزقنا سعة العطاء و كثرته و أدومه و ألهمنا الصبر و أرزقنا الشكر.