بعد خروج العالم من حربين عالميتين و هو منهك القوى لم يلتقط أنفاسه بعد حتى دخل في حرب باردة أسفرت عن سقوط أحد النظامين العملاقين متمثلا في النظام الاشتراكي و ذلك قبل حوالي عقدين من الزمن حينها لم نجد من حل سوى الولوج أو اللجوء إلى اقتصاد السوق و أعلنّاها مدوية أن الرأسمالية خيار لا رجعة فيه، خيار ليس لتعدد الخيارات و إنما لحتمية الموقف و ليس لتوفر ربحه و يقين الازدهار به و إنما تبعية و انقيادا للرابح و إن كان ظالما.
إنها ضريبة النصر، ضريبة مبنية على أن من ليس معي فهو ضدي، هذا النظام الذي كثرت سقطاته و عظمت ثغراته، يودع بالرحيل بعد أن سلب أجيالا قوتها و شبابها بسبب انتهاجه لقانون الغاب فلا حياة إلا للأقوى و لا وجود للضعيف.
هذا النظام الذي ولد على الظلم، و ترعرع في الفساد، و شب على الاستغلال، و كهل على التملك الأناني، و شاخ على اغتصاب الحقوق، و سيموت و قد ترك العالم في حيص بيص كما يقولون.
فقد أسس على الربا الذي حرمته جميع الأديان السماوية و سمت عليه كل القواعد الأخلاقية و مجّته العقول السوية.
نظام أنشأ الاستعمار ليبحث عن أسواق جديدة نتيجة الجشع و الطمع و سرقة المواد الخام، فهو النظام الذي اعتبره الأستاذ " أحمد الشيباني " (الحيوانية التي ينظمها العقل) و قال عنه الأستاذ "محمد البهي" أنه (اغتصب الثروة القومية و سخر المستثمرين في تنمية رؤوس أموال السادة و استنزف الدخل القومي)
و أنا لا اكتب كل هذا لإبطال هذا النظام أو إفساده، فبطلانه يغني عن إبطاله و فساده يغني عن إفساده، و إنما أبعث رسالة لضميرين محورين في الجملة الاقتصادية الجزائرية ضمير يطلق عليه الضمير المستتر و هو الفاعل الحقيقي - و ان كان فعله يأتي من وراء البحار - أبلغه أن وقت السبات قد انتهي و أن وقت فرض الأمور بالقوة قد ولى، فقد بان فشلكم و اتضح ضعفكم و ظهر عجزكم.
و ضمير ثان اسمه الضمير الغائب و هو يمثل هؤلاء الشباب الكوادر معاقد الأمل و رجال العمل الذين يمكن وصفهم بأنهم يحظون بمعاملة ما يعرف في الفقه الإسلامي بالسفيه و هو الذي "إذا حضر لا يستشار و إذا غاب لا ينتظر" أقول له: قم من نومك و أفق من غفوتك فالوقت وقتك و كل الأمل معلق عليك.
و ما ينفع الخيل الكرام و لا القنا ان لم يكن فوق الكرام كرام
فانهض و ابحث عن ما يحسن حالك و يقيم عثرتك فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، و لا يكن اعتمادك إلا على ثوابتك الوطنية و مبادئ هويتك الجزائرية علّنا نرى فيك نماذج ممّن حرر هذه الأرض و حمى هذا العرض و ما ذلك على الله بعزيز "و يسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا"
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.">This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.">sbartaimohamed@yahoo.fr