جِئْتَ يَا خَيْرَ الْوَرَى كُلُّهُمُ
بِكِتَابٍ جَاء بِالْحَقِّ مُعَلِّمَا
الْحَاقِدُ مَا هُوَ إلَّا تُرْبَةً قَدْ حَوَتْ
رِمَمَاً، بِئْسَ تُرْبَةً حَوَتْ رِمَمَا
فَإِنْ أَكُ مَظْلُومَاً، فَعَبْدُ اللَّهِ قَدْ ظُلِمَا
وَإِنْ تَكُ عُقْبَى، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَا
جَادَ رَبِّي عَلَيَّ فِي كُلِّ مِحْنَةٍ وَلَمْ
أَكُ يَوْمَاً جَاحِدَاً وَكُنْتُ مُسَلّمَا
وَمَا عُلِّقَ قَلْبِي إلّا بِمُحَمّدٍ وَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى دَوْمَاً مُسْتَعْصِمَا
كَيْفَ يَتَلَذَّذُ بِالْحَيَاةِ لَبِيبٌ
وَالْمَنِيَّةُ يِوْمَاً تَوَجَّهُ لَهُ أَسْهُمَا
ليس يَدْرِي مَتَى يفاجئه مِنْهَا
سَهْمٌ يَكْسِرُ الظَّهْرَ وَيَقْصِمَا
الشَّبَابُ، لَهُ فِي الْمَشِيبِ شَرْخٌ
وَكَان لِحَسْرَةِ الْقَلْبِ مُذَمَّمَا
سَيَمْضِي الشَّبَابُ يَوْمَاً وَ يَمْضِي
كُلُّ مَا كَانَ الْمَرْءُ بِهِ مُتَيَّمَا
وَ تَهْدِمُهُ سَوَاقِي الزَّمَانُ مِنْ كُلِّ
فَجٍ، بِحِمْلٍ يَهُدُّهُ فَيهْدَمَا
مُوقِنٌ بِعَفْو رَبِّي وَ غُفْرَانُهُ
وَفِعَالُهُ فِعَالٌ مَنْ لَيْسَ يَعْلَمَا
عَسَى رَبِّي اغَفِّرُ لَهُ وَجْهِي
فَيَرَى فَاقَتِي إلَيْه فَيَرْحَمَا
شَفِيعِي إلَيْهِ حُسْنُ ظَنِّي بِهِ
وَرَجَائي لَه بِالْعَفْو وَلِكُلّ مُسْلِمَا
فلَهُ الْحَمْدُ أنْ هَدَانِي بِـ
عَدَدِ الْقَطْرِ مَا الْحَمَّامُ تَرَنَّمَا
نَحْنُ فِي مَنْزِلِ الْفَنَاء وَ لَكِن
هُوَ بَابٌ لِلْبَقَاء فَعسى رَبِّي أن يُسْلمَا