حافظ على غرابتك، فلا أسخف من أن تكون مألوفا.. فيذهب قسمك الجليل، و تموت وارفات النخيل.. و تنسى بين قال و قيل، و تتجرد من كل اصيل، فتصبح منبوذا كالعليل.. و يخفت بريقك، و يضيع ألقك ، و تخبو نجومك، و تأفل شمسك، و ينطفىء قمرك .. فتصبح كتابا أبيضا مفتوح الصفحات، يدون فيه القاصي و الداني ما يريد من ترهات، فتتحسر على كل مجد راح و فات، و تبكي على علياء اختفت بين الطيات.. فتلتحف عباءة من السماء، و تصبح طينا لازبا و ماء، و تتخذ موعدا مع السحر ما بين ذاهب و آت.. فتنسى حروفك، و تضيع كلماتك، فتتأمل ماضيك و تقتل حاضرك، فيموت مستقبلك.. فتنسحب الى سكونك.. تتقعر في عالمك.. تذبل الهيئة، و تذهب الهيبة، و تقصف الجبهة.. تصبح رهينة، لكل شر و ضغينة.. تسحقك القطيعة, من كل مخلص و وضيعة..فتتحطم أحلامك, و تتكسرأقلامك, و تتناثر أجرامك، و تتدفق الآمك, و تتكرر أسقامك.. فتحين النهاية و تتلاشى البداية.. و الطريق يضيع، و أمام العودة سد منيع..، فحافظ على غرابتك، فلا شيء أسخف من أن تكون مألوفا!!