"المرأة من غير حجاب كبستان هدمت أسواره فإذا هدمت أسوار البستان أصبح حديقة عامة"
الحجاب للمرأة عند غير محارمها أمر لازم؛ لأنها فتنة و النظر إليها فتنة، فوجب عليها الحجاب ابتعاداً من الفتنة لها و لغيرها، و قد قال الله عز و جل في أزواج النبي صلى الله عليه و سلم و غيرهن من باب أولى،
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَ قُلُوبِهِنَّ
(بن باز) [الأحزاب:53].
الحجاب هو ذلك اللباس الفضفاض الذي يستر جميع الجسم سواء البدن أو الوجه و الشعر و الكفين..و كل ما فيها من مفاتن..
اختلفت المذاهب الأربعة في كيفية الحجاب, منهم من يرى انه فقط ستر للبدن بلباس فضفاض دون تغطية الوجه , ومنهم من يرى انه من الضروري تغطية الوجه و العينين لان الفتنة تبدأ من الوجه و العينين, و أنا شخصيا أميل للرأي الثاني و الله اعلم..
أمّا الحكمة و الفضل من حجاب المرأة المسلمة فهي كثيرة، و من أهمّها حفظ العرض. فالحجاب يحفظ عرض المسلمين و يبعدهم عن أكثر أسباب الفساد و الفتنة. كما أنّ الحجاب يطهّر القلوب و ينقّيها، و يعمّرها بالتقوى و حبّ الله، و تعظيم الحرمات. و الحجاب أيضاً أدعى إلى الالتزام بمكارم الأخلاق كالعفة، و الحياء، و الاحتشام، و يبعد عن الفساد، و الابتذال. و يكفي المسلمات المحجّبات شرفاُ بأن يكون الحجاب علامة و دلالة على عفتهنّ و شرفهنّ، و هو يبعد أصحاب القلوب الضعيفة و العيون الخائنة عنهنّ، و يقي المسلمات من الفواحش، و يحفظ الحياء فيهنّ..
يطل علينا بعض المهرطقين العلمانيين الذين ينادون بحرية وضعية بعيدة عن العقيدة التي لا يفقهونها أصلا بمقولة خبيثة :" جسدك ملك لك ,و ان الله يحب الجمال" إلى آخره من هذه الشعارات الفارغة..ينادون بالحرية..أي حرية هي باطلة أن لم تحتكم إلى شرع و دين ..
نساء الأباطرة و الملوك كن محتشمات و يعتبرن أن عدم الاحتشام هو طبيعة الخدم و العبيد..
يطل أحمق أو حمقاء عبر الشاشات أو إحدى الصحف مناديا بحقوق المرأة!! فيقول منغلقة معقدة لأنها تغطي وجهها و تصون نفسها و مجتمعها من الفتنة...
أما آن لنا أن نفيق من غفلتنا لنفهم خدعة الحرية التي يروج لها الغرب..
لو قدمت النصيحة لشخص ما ,لكان جوابه: إن أكثر الناس تفعل هذا!!
"و أكثر الناس" في القران يأتي بعدها (لا يعلمون – لا يشكرون – لا يؤمنون )..و لو بحثت عن كلمة" أكثرهم" في القران لوجدت بعدها (فاسقون – يجهلون – معرضون –لا يعقلون – لا يسمعون )..
لو كان هناك عملية في القلب و أخرى في المخ" أهم أعضاء الحياة بالنسبة للبشرية",فسيأتي الأطباء و طاقمهم المرافق يلبسون لباسا فضفاضا , يغطون وجوههم, و يضعن الأغطية على رؤوسهم..الجميع يرتب أوضاعه لهذا العمل الضخم المرتبط بحياة الإنسان و روحه...
و السؤال : ألا يعيق هذا اللباس عملهم, كما يعيق لبس المرأة الفضفاض و غطاء رأسها و وجهها أعمال حياتها..كما يدعون!!
أم أن العالم بوجهين أو قلبين في جوفه!!