كان رئيس قطاع كبير جدا في إحدي المدن الكبيرة و كانت ترسل له الوزارة الوصية كل ستة أشهر موظفة سامية تعمل معه لشهر كامل ثم تعود من حيث أتت.
قبل مقدمها بيوم كان يسرح كل طاقم عمله لشهر كامل، لماذا ؟
لأن الموظفة السامية كانت تلعب دور المساعدة إلي جنبه و كان لها خلق رفيع لا تناقش إلا في النادر قرارته، و كانت تطبق تعليماته و أوامره بأمانة كبيرة جدا و تفاني كبير.
فكان يشعر طوال شهر كامل بانه يعيش في الجنة، كان كل شيء في قطاعه الكبير مضبوط إنضباط عقارب الساعة:
لا شكوي و لا تأخر و لا تعطل لمصلحة أحد و عند إنتهاء مدة عملها معه كان يتحول مزاجه إلي مزاج الحداد...و في يوم ما سألها هذا السؤال فضول منه :
-ألينا إشرحي لي من فضلك موقفك، لماذا لا تعارضي أوامري و توصياتي و تطبقي كل شيء بحذافره ؟
فردت عليه هكذا :
-كيف تريد مني مناقشتك ؟ فانا أعترض علي الرجل الأحمق و الغبي و أنت قمة في الذكاء و الحكمة ...من الظلم مناقشتك ...
كاد يفقد عقله المسكين و قرر بان يستقيل في حالة ما لم تبقي إلي جنبه الموظفة السامية ...
بعد أخذ و عطاء و طول محاججة تركت له الوزارة المساعدة و هكذا دخر راتب 12 شخص.