(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 23 كانون2/يناير 2024 11:50

الحمــــد لله: بين اللفـــــظ و الجـــــوهـــــر

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

و أنا أفكر في موضوع أكتب فيه، إذا بي أقرأ على الشريط الإعلامي (رفع الحجر الصحي و الحالة في تحسن من وباء كورونا) و الحمد لله، وجدتني أردد في نفسي: الحمد لله رب العالمين على نعمه الظاهرة و الباطنة… و اندفعت أغوص كغوص السمك في البحار و أنا أقرأ ما جاء في كلمة «الحمد لله» من جمال و إجلال و من معاني الكمال..

يقول العلماء: «الحمد في لغة العرب ضد الذم، و قد تعددت أقوال العلماء في تحديد معنى الحمد، و إن كانوا متفقين في الجملة على أنه ثناء و مدح، و من أفضل من تكلم على تعريف الحمد الإمام ابن القيم في كتابه (بدائع الفوائد) حيث قال: فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه و إجلاله و تعظيمه، فالحمد لله إذن هي كلمةُ مباركة، و هي ثناء في دعاء، و دعاء في ثناء، تجري على الألسنة بسهولة و يسر، و هذا من فضل الله و منته على عباده، الكلمة التي اختارها الله فاتحةً لكتابه العزيز «الحمد لله رب العالمين»، بكل ما تحمله من معان و أسرار لفظية و جوهرية، كنوزها لا تنفد. يقول سيّد قطب رحمه الله: (و الحمد لله، هو الشعور الذي يفيض به قلب المؤمن بمجرد ذكره لله، فإن وجوده ابتداء ليس إلا فيضاً من فيوضات النعمة الإلهية، التي تستجيش الحمد و الثناء، و في كلّ لمحة، و في كل لحظة، و في كل خطوةٍ تتوالى آلاء الله و تتواكب و تتجمع، و تغمر خلائقه كلّها، و بخاصة هذا الإنسان، و من ثم كان الحمد لله ابتداء، و كان الحمد لله ختاماً قاعدة من قواعد التصور الإسلامي).
روى الإمام مسلمٌ في صحيحه عن عبد الله بن عمر قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلـى الله عليه و سلم قال رجلٌ: الله أكبر كبيراً، و الحمد لله كثيراً، و سبحان الله بُكرةً و أصيلاً، فقال النبي: «مَن القائل كذا و كذا؟» فقال رجل من القوم: أنا قلتُها يا رسول الله. قال: «عجبتُ لها فُتحت لها أبواب السماء»، قال ابن عمر: فما تركتها منذ سمعت رسول الله يقولهنَّ. [صحيح مسلم (رقم:601)].
و قد وقفت على هذا الشرح الجميل لكلمة «الحمد لله» يقول الشيخ علي الطنطاوي: «هي ليست كلمة تقال باللسان و لو ردّدها اللسان ألف مرة، و لكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها، حمد الغني أن يعطي الفقراء، و حمد القوي أن يساعد الضعفاء، و حمد الصحيح أن يعاون المرضى، و حمد الحاكم أن يعدل في المحكومين، فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا و أولادي في شبع و دفء و جاري و أولاده في الجوع و البرد؟ و إذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه؟ و لكن لا يكفي العباد إلاّ من خلقهم، و لو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم… و أضاف قائلا: «و لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم، فكيف و أنا رجل مستور، يرزقني الله رزق الطير، تغدو خماصاً و تروح بطاناً؟ فالإنسان قد سخره الله لأخيه و هكذا، حين يتصدق على فقير، أو يعود مريضا، أو يكفل أرملة أو يتيما، أو يساعد ضعيفا، فهو خدم نفسه من حيث لا يدري، و سبحان الله في ملكه قد قدر الأرزاق كما رزق الطير، تغدو خماصا و تروح بطانا..

فهل يا ترى حققنا معنى الحمد في اللفظ و الجوهر؟ هل حققناه مع الله عز و جل؟ الحمد على النعم التي لا تحصى و لا تُعد، و على مواطن كثيرة في حياتنا منها الابتلاءات و الأمراض التي ترفعنا درجات، لأنها في حقيقتها ليست بنقمة و لكن نعمة تزيد في ميزان حسناتنا إذا حمدنا الله و شكرنا، و تجعلنا نستشعر قيمة الصحة و العافية، و هل حققنا الحمد في التكافل بيننا من زيارة مريض؟ و السؤال على صلة الرحم؟ إلى غير ذلك من صور البر و الإحسان…اللهم إنا نسألك أن تجعل قلوبنا و ألسنتنا وجوارحنا تلهج بحمدك ما أحييتنا.

الرابط :https://elbassair.dz/16292/

قراءة 223 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 24 كانون2/يناير 2024 09:16