(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 06 حزيران/يونيو 2022 08:52

بين الوسيلة و الغاية

كتبه  الأستاذ كمال ابو سنة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هناك إشكالية فكرية و تربوية تعاني منها حركة الدعوة الإسلامية في الجزائر، و أسهمت بشكل كبير في وجود صراعات خفية مرة و ظاهرة مرة أخرى بين أبنائها على مستوى القمة، و لم تسلم القواعد من هذا المرض نتيجة لذلك، و أدى في غالب الأحيان إلى تمزق الصفوف، و التراجع إلى الخلف، و ذهاب وقار الدعوة و الداعية..!

كان من المفروض أن لا ينسى الدعاة و هم يسيرون في طريق الدعوة -بمفهومها الشامل- أن هناك وسيلة و غاية، و لكل كلمة مدلولها الخاص، و فهم المدلولين من خلال ضوابط الكتاب و السنة أمر لابد منه لمن ربط نفسه بالعمل للإسلام، و الالتزام بتعاليمه وفق مقاصده الكبرى.

فالوسيلة في مفهوم الإسلام هي عمل يتقرب به العبد إلى الله تعالى تعبدا و إرضاء له وحده، و هكذا يتضح أن الغاية التي نحيا لها و نموت، هي هذه الغاية العظمى” الله”، و كل ما يؤدي إلى هذا المعنى الجليل مهما يشتد بريقه ما هو إلا وسيلة.

و لكن للأسف وقع انحراف فكري و تربوي كان لابد على أهل العلم و الدعوة في الحركة الإسلامية أن يسعوا لتصحيحه و التنبيه عليه، لأن المسألة تمس العقيدة في جوهرها أولا و قبل كل شيء، و تجعل منطلقات المسيرة غير سليمة تكتنفها الهزات، و تلهبها الصراعات، و تشوه جمال الإسلام..!

و هذا الانحراف يكمن في تحول الوسيلة في حد ذاتها إلى غاية، حتى أنها أصبحت-إن صح التعبير- محل الولاء و البراء عند كثير من السائرين في طريق الدعوة الإسلامية، فيحبون من أحبها و يبغضون من أبغضها، و الأصل أن الحب يكون لله و البغض يكون أيضا لله، و هذا من كمال الإيمان، ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:”من أحب لله و أبغض لله، و أعطى لله، و منع لله، فقد استكمل الإيمان” أخرجه أبو داود.

إن تأسيس المؤسسات التي ترفع شعار الإسلام مهما يكن نشاطها ما هي إلا وسائل وُجدت لخدمة دين الله، مرضاة لله وحده، و من الخطإ أن تتحول هذه الوسائل إلى غاية في نفسها تُخدم لذاتها فيعادي المنضوون تحتها من لا يسير في ركابها، أو يخالفهم و لا يتفق معهم، و رحم الله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي قال: ” كم مريد للخير لا يصيبه.. لأنه يريده بطريق الخطأ “..!

و عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الرجل يقاتل شجاعة و يقاتل حمية و يقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) رواه مسلم.

إننا بحاجة إلى أن ننشر الفهم الصحيح بين أبناء الدعوة الإسلامية فيما يخص مسألة تحديد الوسيلة و الغاية حتى يسيروا في الطريق و هم على معرفة و وعي بهما، و يكونوا بحق عبادا لله وحده، شعارهم: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيَاي وَ مَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذَلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾. [الأنعام:162-163].

الرابط : https://elbassair.dz/3414/

قراءة 573 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 08 حزيران/يونيو 2022 08:02