قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Tuesday, 27 October 2020 15:17

لماذا تخلف المسلمون؟

Written by  العلامة الشيخ محمد شفيع مفتي باكستان الأسبق
Rate this item
(0 votes)

يقول العلامة  المفتي محمد شفيع العثماني رحمه الله في تفسيره:

و قد يتساءل البعض: نحن ننتسب إلى الإسلام و ننطق الشهادتين، أمّا الكفار فهم يحادون الله و رسوله، و لا يحبّون اسم الإسلام و لا رسم القرآن، ثم نراهم يتقدمون في جميع مجالات الحياة، و لهم حكومات كبيرة، و أنّهم يملكون ثروات و تجارات و صناعات. فلو أننا نجازي بالحرمان بما نعمل، فهم أولى بالمجازاة و الحرمان!؟

لكن عندما نتدبر قليلاً، تندفع هذه الشبهة؛ فلنعلم أولاً أن هناك فرقاً بين معاملة الصديق و العدو؛ إنّ الصديق يعاتب على كل كلمة أو خطوة غير صحيحة، و هكذا الأولاد و التلاميذ، لكن العدو لا يعامل كذلك، بل يمهل ثم يؤاخذ جملة.

إنّ المسلمين ما داموا يقرّون بالإيمان و الإسلام و يظنون أنّهم يحبون الله، فهم في قائمة الأحباء، فيعاقبون بسوء أعمالهم في الدنيا ليخفف عقابهم في الآخرة، بخلاف الكفرة لأنّهم يمهلون ثم يؤاخذون دفعة واحدة، و العذاب الخفيف في الدنيا لا يخفف عنهم العذاب في الآخرة. 

قال النبي صلى ‌الله ‌‌عليه ‌و سلّم: «إنّ الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر» رواه مسلم.

أمّا ما يقال بالنسبة لتأخّر المسلمين و تقدم الكفار و رفاهيتهم، فالجواب عنه أنّ الله سبحانه و تعالى جعل لكل عمل خاصية، و لكل نشاط فائدة تخصّه، فمثلا خاصية التجارة، الزيادة في الأموال، و خاصية الدواء، الصّحة في الجسم. فالذي مرض و لم يهتم بالتداوي بل اشتغل بالتجارة، لا تتحسّن صحته مهما اتجر و ربح. و كذلك التاجر إذا اشتغل بالتداوي لمرضه تتحسن حاله، و لكن لا يكثر ماله و لا تتسع تجارته. فما نراه اليوم من تقدم الكفار و كثرة الأموال لديهم و نجاحهم في الأمور الاقتصادية، لا يعود إلى ديانتهم و كفرهم، كما أنّ سبب الإفلاس و الفقر و التدهور لدى المسلمين لا يعود إلى إسلامهم.

إنّ الكفار لمّا غفلوا عن الآخرة و الاستعداد لها و صرفوا همّهم و فكرهم إلى جمع الأموال وا لحصول على الرفاهية، و اجتهدوا في تنظيم الحياة الدنيوية، و اجتنبوا ما يسبب الخسران، حصلوا على التقدم و الرقي و الرفاه، و لو أنّهم اكتفوا من الدين باسمه، و قعدوا عن الجهد في مجالات الحياة، و لم يدونوا أصول حياتهم، و أهملوا التنظيم، لما تقدموا و لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن. إذن ليس سبب تأخّرنا الإسلام، و إنّما سبب تأخرنا و انحطاطنا في الأمور الدنيوية هو إهمالنا التنظيم و التخطيط في الأمور، و لا ريب أنّ العمل بالدين و تطبيق أصوله في الحياة يوجب النجاة و النعيم في الآخرة، و يسبب دخول الجنة، و الاهتمام بأمور الحياة و الكفاح في سبيلها، يسبب رفاهية العيش و الرقي في الحضارة و الحصول على الإمكانيات المادية، و لكل جهد نتيجة و لكل كفاح ثمرته. و أثبتت التجارب أنّ المسلمين كلّما تعلموا أصول التجارة و الصناعة و السياسة و طبقوها على الحياة، وصلوا إلى ما وصل إليه الآخرون بل فاقوهم؛ إذن ثبت أنّه ليس سبب بؤسنا و شقائنا و مشكلاتنا هو الإسلام، بل سبب ذلك كله عدم الاهتمام بالديانة و التقوى، و ترك الخلق الإسلامي و عدم الكفاح في تنظيم الأمور و سوء التخطيط و إهمال أصول التقدم و النجاح.

و مما يؤسف أنّ المسلمين لما خالطوا الأوروبيين تعلموا منهم الغفلة و الإهمال في الدين و المجون و المنكر و الفحشاء، و لم يتعلّموا منهم ما يسبب نجاحهم و تقدمهم في شؤون الدنيا، و لم يأخذوا منهم الثبات و المثابرة، و الصدق في التجارة، و التنظيم، و طرق التحقيق، و العمل الجادّ للحصول على النتائج الكبيرة، و لا شك أنّ ما يمارسه الأوروبيون من خير، أوصانا الإسلام به،  و لكننا لم نطبق الإسلام في حياتنا، و لم نحاك أعداءنا فيما لا يخالف ديننا و ينفعنا في دنيانا.

(منقول من ترجمة معارف القرآن)

الرابط : https://islamsyria.com/site/show_articles/9372

Read 803 times Last modified on Tuesday, 27 October 2020 17:31

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab