(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 29 كانون1/ديسمبر 2013 10:44

الوعي بالذات هو الشرط الأساس للانعتاق والتطور...

كتبه  الأستاذ محمد العلمي السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كل ما يحدث في الجزائر من أحداث و وقائع سواء أكان ذلك على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو التعليمي أو الثقافي، يشير إشارة واضحة إلى أن بوصلتنا قد تعطلت، و لم نعد نعرف وجهتنا على وجه الدقة و اليقين، حتى أن هذا الوضع الشاذ استوقف بعض أكاديميينا فكتب مقالا في الشروق اليومي بعنوان : " إلى أين نحن ذاهبون...؟ " و أعني به الأستاذ سليم قلالة حفظه الله، معبرا بذلك عن حيرة و قلق النخبة الجزائرية من هذا الوضع غير المستساغ الذي وجدت الجزائر نفسها فيه، و هو وضع ما كان لها أن تقع فيه أبدا، و ذلك بحكم التجارب العديدة التي عاشتها من خلال حربها مع الاحتلال و مكافحتها له طيلة ما ينيف عن القرن و الثلث، فمن المفترض فيها أن يكون لها إدراك واضح لأهمية تعيين الأهداف و الغايات، و معرفة دور التخطيط و أهميته في توجيه الجهود و حسن توظيف الأدوات و الوسائل المتاحة لإنجاز ما تقرر إنجازه منها مرحلة بعد مرحلة.

و هي إلى ذلك تمتلك خارطة طريق ممثلة في بيان أول نوفمبر لو التزمت بها و رجعت إليها لساعدتها بلا شك و لاريب على رسم مسارها و تحديد وجهتها و بناء مستقبل كأفضل ما يكون.

كما أن هذه الانسيابية التي تتمظهر بها الجزائر لا ترجع إلى افتقار الجزائر إلى الموارد و الإمكانيات المادية و المالية و البشرية التي تتيح لمن يمتلكها لاستقلال بقرار تقرير مصيره و اختيار وجهته و التخطيط لمستقبله، وإ ذن إلام يرجع عجز الجزائر و عدم قدرتها على تحديد وجهتها ككل بلاد العالم...؟ يعتقد الأستاذ سليم قلالة أنه أجاب عن ذلك بقوله:" ...إن مشكلتنا في الجزائر ليست في نقص الإمكانيات أو القدرات أو الوسائل المادية، إنما في عدم قدرتنا على تجميع عناصر رؤية مستقبلية..." و أنا أتفق معه في كوننا في الجزائر "عاجزون عن تجميع عناصر رؤية مستقبلية " و لكن هذا التوصيف يستدعي بالضرورة سؤالا آخر هو: لماذا نحن عاجزون عن ذلك ...؟

أعتقد أن هناك أسباب كثيرة وقفت حائلا دون ذلك منها بعض القوى الدولية التي تريد لنا أن نبقى قابعين في دائرة التبعية، و في مقدمة تلك القوى الدولية فرنسا التي لا يمكن لها أن تنسى جرح الماضي و ذل الهزيمة، إلى غير ذلك من الأسباب، لكن السبب الرئيس و الأساس في نظري يرجع إلى اختلال الوعي بالذات ترتب عن هيمنة مجموعة أشخاص ضعيفي الانتماء، فاقدين للحس الوطني، منجذبون إلى الآخر أكثر من انجذابهم إلى الشعب، فارتد ذلك على التعليم و الثقافة و التشريعات و القوانين، و تأثرت بذلك الحياة الاقتصادية و الاجتماعية برمتها، حيث أن انعدام الوعي بالذات جعل المعلم لا يعرف أهو يدرس لإنسان عربي أم غربي، كما جعل الصناعي و الزارع يرتبكان في تحديد هوية منتوجهما، وكذلك هو شأن المشرع و القانوني، و زاد الطين بلة بالاستثمار في الاختلاف العرقي و اللغوي، و ها هو يمتد ذلك إلى الاستثمار في الاختلاف الديني و المذهبي.

و إذن فإن الإشكال يتمحور أساسا في عدم الوعي بالذات الذي ترتب عن تلاعبنا بالهوية التي حسمها أسلافنا في الماضي، لكننا سمحنا للغير أن يعبث بها، و كانت النتيجة أننا أصبحنا جراء ذلك عاجزين عن تعيين موقعنا من هذا العالم و تحديد وجهتنا فيه، ذلك هو السبب الفعلي لا غيره مما نعلل به عجزنا عن تحديد وجهتنا...

فلو أننا استرجعنا وعينا بذاتنا لاستوعبنا حاضرنا و تمكنا من وضع تصورنا لمستقبل يتفق و لا يتعارض مع تصورنا لذاتنا، و لو فعلنا لساعدنا ذلك على الانطلاق الفعلي في جميع المجالات، و لخرجنا سريعا من دائرة التخلف و التبعية للغير التي نقبع فيها اليوم أقررنا بذلك أم لم نقر...

قراءة 1830 مرات آخر تعديل على السبت, 04 تموز/يوليو 2015 21:04