(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Saturday, 29 April 2023 05:25

"إنزيم"

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

نحن نملك دموعنا لا دموع من آمن بنا. ‏عندمَا لا يَملِكُ المرءُ شيئاً ليخسَرهُ، يصبِح شُجاعا نحنُ متردِّدونَ فقَط عِندمَا نملكُ أملا! أحدهم يحفظ كلماتك التي تظن أنها ليست مُهمة، و يحب صوتك الذي لا تحبه حتى لو تلتقيه...هو فعل أنزيم السعادة و الانتماء!
الإنزيم هو محفِّز يسرع التفاعل بالسعادة و لا يدخل فيه، و يقابله على النقيض المثبط يحبط التفاعل و السعادة، فإن أسمينا جزيئات السعادة -عندما نرى أو نسمع أو نقرأ لأحدهم - التي تمارس الإنزيمات تأثيرها عليها بالركائز، حيث يحوّل الإنزيم الركيزة إلى جزيئات تُعرف شعورا باسم الانبهار و الفرح. تحتاج معظم عمليات الاستقلاب (الأيض) إلى إنزيمات من أجل أن تشكل المشاعر بسرعة كافية للحفاظ على الحياة. و هناك أيضا «الإنزيمات الكاذبة» التي قد تنمو في لحظة الشعور بالخيبة؟!
ما أجمل أن يكون المرء بمقياس نفسه فلاحا بسيطا فقيرا لم تلوثه حضارة و لم يلوثه انبهار بها، و في مقاييس الآخرين غنيا بأخلاقه و علمه و أدبه.. حين يرى نفسه نغمة من دقات قلب الكون نفسه.
لطالما حاولت دوما ألا أنكفئ، و لطالما حاولت أن أبقى الضوء الذي على توهجه استنار طريقه الآخرون، لينسجوا من دفء إشعاعه لحافًا من الآمال يحمون به أنفسهم من أدران الحياة و الآلام. أحاول دوما ألا أنكسر، و أن أكون خارطة لضائع استدل على نفسه مني، من تكاملي و تصالحي مع نفسي بالرغم من ظهور مثبط يهمس في أذني " توقف: أنت ضمن جدول زمني محذوف !!"...ثم لا يلبث الاستقلاب أن يحدث فأصبح كما لم أكن، و أكن كما لم أصبح، و أصبح كما لم أمسي مفعم بالأمل.
أخبروني، لماذا يصنع الإنسان عذاباتهِ بنفسه، و يخلقُ فنونًا كثيرة، مُسّلماتٍ لا حصر لها، تحجزهُ في مكانٍ ضيّق من حكايته، و حين يصبح الأمر أصعبَ من قدراتهِ، تجده يقاوم، لينسى.. أنه إنسان؟! فهذه الأرض لا تنبت إلا الأنبياء، و هذا القحط لا يداويه إلا السماء.
لا يُعاقب نفسه من سّن الانتظار واجبًا، و تسّرعت ردود فعلهِ، و أخطأ تقدير حدة الموقف، و استعجل خطواتهِ و تعثّر، و صمد أمام صفعاتِ الحياة، يمارسهَا ليله و نهارهُ، تومضُ قليلاً في عقلهِ ثم تجتاحه، فكرة كبيرة، أنه يولد كاملاً إلا من الحكمة و مدخلاتِ التجربة الثرية.
نحمل الأسف بوعِي خالص، الأشياء التي ما عادت تتسّع مقاماتنا، و الأخرى التِي اختارت قرارًا أولا بالانسحاب، و التي لم تعد من نصيبنا.. لماذا؟
في قناعاتنا، توجد مساحاتٌ عامرة، من الرضا و القبول، و أن المثل بالمثل، و الأشياء مقدّرة، معلومة النصيب، و أن جُهدًا عظيمًا كالذي تتفانى فيه لن يضيع، فما تسعى إليه، هو يسعى إليك أيضًا، و أن الرغدَ كله، عندما تؤمن بأحقية نفسك في الفرصة الثانية و الثالثة، و من يفوز في مهرجان الحياة الكبير، من يعطي أعلى تقدير.. لنفسه!!
لا أريد أن أكون الأعمى الذي يرى بأذنيه، و لا يحتاج عينيه إلّا للبكاء.، بل أطمح أن أصنع الإنزيم المحفز بنفسي!

Read 421 times Last modified on Saturday, 29 April 2023 05:40