في خطوة جديدة نحو تحقيق حلم استخدام الهيدروجين كطاقة متجددة أعلنت شركة "بي إم دبليو" عن استكمال برنامجها؛ لتصنيع سيارات تستخدم الهيدروجين كوقود بدلاً من البنزين، و ذلك في تقرير لمجلة درشبيجل الألمانية، و يتوقع أن يتم طرح تلك السيارة في الأسواق في العام القادم، حيث انتهت الشركة بالفعل من إنتاج و إجراء التجارب على خمس عشرة سيارة، و هي من الفئة التي يصل سعة محركها إلى سبعة لترات، و يفيد التقرير أن سعر تلك السيارة لن يزيد عن سعر مثيلتها التي تدار بالبنزين.
و الهيدروجين هو أبسط عنصر عرفه الإنسان، حيث يتكون من بروتون واحد و إلكترون واحد، و يمثل أكثر من 90% من مكونات الكون و 30% من كتلة الشمس، و هو ثالث أكثر العناصر توافرًا على سطح الأرض، الهيدروجين غاز ليس له لون أو طعم أو رائحة، و هو غير سام، يتكون من جُزيء ثنائي الذرة H2 و لا يوجد منفردًا بل مرتبطا دائمًا مع عنصر آخر، فهو يرتبط بالأكسجين مكونًا الماء H2O، و يرتبط مع الكربون مكونًا مركبات مختلفة مثل الميثان CH4 و البترول.
الهيدروجين جزء من دورة أنيقة و نظيفة، فعند فَصْل مكونات الماء إلى هيدروجين و أكسجين باستخدام الفصل الحراري أو التحليل الكهربي أو باستخدام الطاقة الشمسية - و هذا ما نجح العلماء في مركز الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة من عملة، حيث ابتكروا جهازًا واحدًا يقوم بفصل الهيدروجين من الماء و تحويله إلى طاقة كهربية في نفس الوقت باستخدام أكثر من 12.5% من الشعاع الشمسي (الأجهزة القديمة كانت تُحَوِّل من 4% إلى 6% فقط)، و لكن يقف أمامهم عائق التكلفة، فالجهاز ما زال غير اقتصادي التكلفة - يستخدم الهيدروجين الناتج لشحن خلية وقود - و هو ما يُطلق على البطارية الهيدروجينية - و عند استخدامها يرتبط الهيدروجين بأكسجين الجو فينتج طاقة كهربية و ماء، و هو بذلك لا ينتج أي ملوثات بيئية أو غازات سامة.
إذًا فالهيدروجين مصدر ثانوي للطاقة أو يطلق عليه حاملا للطاقة - مثله مثل الكهرباء - فهو يحتاج إلى مصدر آخر للطاقة لإنتاجه، و لكنه يُخَزِّن طاقة هذا المصدر و ينقلها للمستخدم أينما كان.
و قد استخدمت وكالة NASA للفضاء الهيدروجين في برنامجها الفضائي منذ سنوات، فالهيدروجين هو الوقود الذي يحمل سفن الفضاء إلى الفضاء الخارجي، و خلايا الوقود الهيدروجينية هي التي تقوم بتشغيل النظام الكهربي للسفينة، و ينتج عن هذا ناتج واحد فقط وهو الماء النقي الذي يستخدمه رواد الفضاء في الشرب، خلايا الوقود الهيدروجينية تنتج الكهرباء بفاعلية عالية، و لكن تكلفتها ما زالت عالية.
استخدام الهيدروجين كوقود - و خصوصًا للسيارات - هو المتاح الآن إما في صورة هيدروجين نقي و بالتالي لا ينتج أي نسب تلوث أو مضافًا للبنزين أو الديزل، و بالتالي يخفض نسبة الانبعاثات الملوثة من 30% إلى 40%.
و الهيدروجين أيضًا يمكن أن يكون وقودًا مثاليًّا للطائرات، فهو ينتج كمية أكبر من الطاقة، و بالتالي ستحتاج الطائرات إلى كمية أقل من الوقود، كما أنه أخف من الوقود الحالي، و بالتالي ستستطيع الطائرة زيادة حمولتها.
و عن إنتاج الهيدروجين طبيعيًّا اكتشف العلماء بعض الأنواع من الطحالب و البكتيريا التي تقوم بإنتاج الهيدروجين كناتج طبيعي، و تجري الأبحاث حاليًا حول حَثِّ تلك الطحالب على إنتاج كميات أكبر من الهيدروجين.
معظم الطاقة التي يستخدمها العالم اليوم تأتي من الوقود الحفري فقط 7% منها يأتي من مصادر الطاقة المتجددة، غير أن العالم الآن يحاول زيادة استخدام الطاقات المتجددة فهي نظيفة لا تلوث البيئة، كما أنها لا تنفَد، لكن مثل هذه الطاقات كالطاقة الشمسية و طاقة الرياح تواجه مشكلة عدم التواجد الدائم و عدم القدرة على التخزين لفترات طويلة، و هنا يأتي الهيدروجين؛ ليحل تلك المشكلة، فيمكننا أن نخزن تلك الطاقة إلى متى نريد و حيث نريد، فهل يمكن أن نستغني في المستقبل عن الوقود الحفري ؟ و هل سنستخدم الهيدروجين كبديل للكهرباء ؟ أسئلة سيجيب عنها المستقبل.
إذا أردت معرفة المزيد عن طاقة الهيدروجين اضغط هنا: