إذا قلنا الثبات على الدين ، هذا يعني الاستقامة على دين الله الحق ، وما اعتاد المسلم من خصال البّر حتى الموت ،فيُخرج قولنا الدين الحق الأديان الباطلة ،فإنه من استقام على النصرانية أو اليهودية أو المجوسية ، أو الوثنية فإنه لميستقم على دين الله الحق ،و منه استقام على البدع ، أو التزم البدع ،فإنه لم يستقم على دين الله الحق.
وقولنا ما اعتاد المسلم من خصال البر و الخير ،يُخرج من عمل بالخير و اجتهد في خصال البر في مراحل عمره ثم انقطع، النوافل ليست واجبة ، لكن إذا اعتاد المسلم على عمل من أعمال البر ، فإنّ من الثبات ، أن يبقى على ذلك ، وقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، أنّه إذا عمل عملا أمضاه، وكانوا يعدون من الخذلان أن يعمل الرجل العمل الصالح ثم يترك.
وسائل الثبات:
1-الإخلاص لله عزّوجل، قال تعالى:(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الدنيا و الآخرة)
فالتثبيت يحصل لأهل الإيمان الذين هم أهل الإخلاص و المتابعة.
2-إلتزام السنة ،واتباع النبي صلى الله عليه وسلم في هديه .
3-لزوم جماعة المسلمين ،كما دلّت على ذلك النصوص ، وجماعة المسلمين هو إمام المسلمين، الذي اجتمع حوله أهل العلم و الفضل من خرج عن الجماعة فهو عرضة للفتنة، كما في حديث اين عباس في صحيح مسلم:(من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإن من فارق الجماعة شبرا فمات ميتة جاهلية)
4-سؤال الله الثبات ، و التضرع إليه ، قال ابراهيم عليه السلام:(واجنبني و بني أن نعبد الأصنام). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول:(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
5-المداومة على الطاعة ، و التقرب إلى الله بأعمال البر .
6-ذكر الله عزّ وجل ، و المداومة على الاستغفار و التكبير و التهليل و تلاوة القرآن.
7-كثرة قراءة سيرة السلف ،و معرفة أخبارهم و أحوالهم.
8-إلتزامباب سد الذرائع_ ،مثل : التشبه بالكفار في لباهم و هيئتهم و كلامهم فقد وقع كثير من المسلمين في اعتقادات الكفار الباطلة حتى وصل ببعضهم إلى الردّ و العياذ بالله ، ومن هذا الباب تحريم مساكنة الكفار و مخالطتهم، إلا لحاجة ، ولما اقتُحم هذا الباب حصل لمن خالطهم وساكنهم الردّة ،و أعجب بهم و ببلادهم ، و تأثر بكلامهم و أفكارهم ، و الثناء عليهم ، و محبتهم فإنه من أحب قوما حشر معهم يوم القيامة .و من أمثلة سد الذرائع ، الخلوة بالمرأة الأجنبية ما يجر من معاصي وفواحش.
دين الله هو الصراط المستقيم الذي يوصل إلى الجنة ، و إن بحافتي هذا الصراط خطوط وصوارف ، يصرف بها الشيطان العباد و هي البدع و الأهواء. من دخل فيها ، لا يخرج منها إلا أن يشاء الله عزّ وجل ، لأن نفسه تزين له البدع فيراها حسنة.
يقضى للمرء في أيام محنته حتى يري حسنا ما ليس بالحسن