قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 30 October 2014 19:29

1 نوفمبر 1954 ثورة لم تكتمل

Written by  عفاف عنيبة

 

 

لاحظت للأستاذة الفاضلة السيدة السائحي أنني شخصيا أحتفي بذكري إندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954 علي خلاف ذكري الإستقلال في 3 جويلية 1962 ، لماذا ؟

لأنني ببساطة، لا أنظر للإستقلال بنظرة الرضي النسبي و أما ثورة 1 نوفمبر 1954، فهي ثورة كرامة و حياة و بدونها، ما كان بإمكاني أن أعيش في أرضي الجزائر، أعمل بجد و أعارض بجد و مسؤولية المتسببين في إفلاس دولة جزائرية برمتها.

لم  تكتمل فصول ثورة 1954 أبدا و هذا لأن الكثيرون من المندسين بين صفوف المجاهدين الجزائرين كانوا يحاربون لحصد المغانم و ليتبوؤا المناصب طمعا في الثروة و الجاه و آخر ما وضعوه علي أجندتهم، الصالح العام و خير الجزائر و إزدهارها.

كيف نحتفي بالإستقلال و جهاز عدالتنا أحد أكثر أنظمة العدالة تخلفا و قد تآكل بمفعول الرشوة و المحسوبية ؟ كان يجاهد المجاهد الجزائري المخلص لدينه و وطنه من أجل نظام حكم عادل تستشار فيه نخبة الشعب و الشعب ذاته، فإذا بنا نقع في حكم الشخص الواحد و الهوي الواحد!

ثورة 1 نوفمبر 1954، كانت غضبة شعب مل الوعود و التمييز العنصري و عيش المهانة في أرضه، و قد توحد الجميع حول الهدف الأسمي تحرير الأرض من العدو الصليبي و في 3 جويلية 1962 سقطت الأقنعة و بدت الوجوه القبيحة و التناحر علي السلطة أصبح واقعا ملموسا.

نحن اليوم غير راضين علي ما أفضت إليه أيام الإستقلال، فقد رأي العسكريين بإعتراف الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه الله في مذكراته الجزء الأول بأنهم الأولي بالحكم، لا يعد إنتصارهم علي العدو الفرنسي رخصة للحصول علي منصب من مناصب الحكم، فمن يقول كلمته الحرة في إنتخابات نزيهة و شفافة هو الشعب، و ما وقع كانت مصادرة كبري لإرادته!

لدينا اليوم أجيال ترفض كل ما له صلة بالجزائر، تاريخا و مصيرا و مستقبلا! و السبب معلوم، لم نفعل شيء لإشعارهم بأنهم يعيشون في دولة قانون، أي كانت المبررات و الحجج و التفسيرات، خسارة جيل كامل غير قابلة للتعويض.

تعلمت من ثوار 1 نوفمبر 1954 روح التضحية و إعتماد البذل الغير المحدود، هكذا إنتصرت الثورة و الحرب مستمرة، حرب علي الظلم و الرذيلة و الإحتقار و الإنتهازية، طبعا نحارب وفق معادلة إدفع بالتي هي أحسن، الجهاد عمل يومي لا يتوقف عند تنظيم استفتاء أو الإعلان عن الإستقلال. فثورة 1954 حملت لنا الكثير من الآمال و حققت لنا سمعة من ذهب، فهل لنا مواصلة ما بدأه بروح كبيرة الشهداء الذين نحسبهم كذلك، هم أعطوا أغلي ما عندهم، فكيف بنا نحن ؟ نبخل بالجهد و الوقت و الصحة، لنعيش الأنانية بكل مظاهرها المقيتة.

ما هي الجزائر التي نريد أن نورثها أحفادنا ؟

جزائر عبان رمضان و بن مهيدي و الملايين الذين عبر قرن و إثنتان و ثلاثون سنة حلموا بغد أفضل و حرية سيادية و عدالة عمر رضوان الله عليه. و في سبيل ذلك يهون كل غال و يصبح المستحيل ممكنا، هكذا يتوجب علينا أن نكون، مجاهدي الثورة رحلوا تاركين الدور علي مجاهدي الإستقلال، فهل نحمل الأمانة بمسؤولية و نزاهة أم يلحق ذكرنا سخط العامة و غضبهم ؟ لنا أن نقرر مصيرنا، فثورة 1954 كانت ثورة لتقرير المصير.

Read 2117 times Last modified on Friday, 19 June 2015 17:18

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab