قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 23 April 2015 12:11

حاطب ليل

Written by  الأستاذة كريمة عمراوي
Rate this item
(0 votes)

لا تقضي حياتك و أنت تسعى وراء الباطل، و تجمع الساقط و التافه من كل أمر مع كثرة التعب و خطورة المسالك، فتعيش حياة ضنكا و لا تفلح. كحاطب أي جامع الحطب ليبيعه، خرج ليلا يلتقط بدل الحطب الجيّد العيدان و الأشواك و الغثاء، فهو في مشقّة و تعب، و نهاية مخزية و خذلان.

احذر الإسرائيليات الجديدة في نفثات المستشرقين من يهود و نصارى، فهي أشد نكاية و أعظم خطرا من الإسرائيليات القديمة، فإنّ هذه قد وضح أمرها، ببيان النبي صلى الله عليه و سلم الموقف منها و نشر العلماء القول فيها. و هي أفكار دخيلة منها ما يتعلّق بالمعاملات، و منها ما يتعلق بالعبادات، و ما جاءتنا الفتنة و الشر و البلاء إلاّ عندما ترك الناس مذهب السلف، و أخذوا مناهجهم من الشرق و الغرب . الحق الذي لا باطل فيه ليس فيه ضلال و ليس فيه خطأ، يعرف بالكتاب و السنّة و الإجماع و جاءت به الرسل.

و هو عام الوجوب و ليس للناس خيار في اتباعه، مثل من يقول واجب اتباع العقيدة دون السياسة، و العبادة دون العقيدة، كما يقول العلمانيون، الدين في المسجد و السياسة لأهلها، بل جاء الدين منظما لأمر السياسة و لأحكام معاملة الكفار و معاملة المسلمين فيما بينهم، أو تجد بعض الناس يأخذ دينه و عقيدته من الكتاب و السنّة، و إذا جاءت بعض الجوانب الأخرى، كالمناهج في الدعوة ابتدع منهجا جديدا في دعوته، و بعضهم يبتدع منهجا جديدا في التربية، و بعضهم يبتدع منهجا جديدا فيما تسير به الأمة في طريق إصلاحها. كل هؤلاء عندهم إعراض عن الكتاب و السنّة.

الذين أخذوا مناهجهم من الفلاسفة و أهل الكلام، و أعجبتهم آراء الرجال و عقولهم لأنهم زخرفوها، بعض المتأخرين الذين درسوا علوم النفس و بعض العلوم الحديثة يزهدون في كتب السلف، و يقولون كتب صفراء، و العتيق في الدين ممدوح بعكس الدنيا. ليس هناك دعوة صحيحة إلاّ دعوة النبي صلى الله عليه و سلم، و الناس لا يحتاجون إلى منهج لا في الدعوة و لا في التربية و لا في التعليم ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني) و لا في معاملة نسائنا و لا أبنائنا و لا في سياستنا كتاب الله و سنّة النبي صلى الله عليه و سلم أغنانا بهما الله عن البدع المحدثة.

لا تجعل قلبك كالإسفنجة، تسمع كل شيء، تقرأ كل شيء، فالشبه خطّافة و القلوب ضعيفة.

على المسلم أن يكون فقيها بالله، فقيها بنفسه، فقيها بدينه. لا يسعى إلا ورا ء ما ينفعه و يقدر عليه.

يـتأمّل جهوده أين وضعها، في خير  و حسنات أم في شر و شبهات. عليه أن يصدق مع نفسه و يهجر أحلام اليقظة.

يقرأ ما تنفعه قراءته، يجلس في المجالس التي ينتفع بها، يصحب من تنفعه مصاحبته، العلماء الحكماء بماذا اكتسبوا العقل و الحكمة؟ بتميّزهم في دخولهم و خروجهم، و كلامهم، اجتنبوا الشبه، لا يخالطون كل أحد، لا يجلسون في كل المجالس، صانوا ا أنفسهم عن كل مالا يجر خيرا، كما قال النبي صلّى الله عليه و سلم:( من كان يِؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) كذلك من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليعمل خيرا أو لا يعمل.

بعض الناس يكون ولاّجا خرّاجا، اليوم تجده مع شيخ و كتاب و مواقف و أصحاب، و غدا يخرج من كل ما كان عليه، ولاّجا في أحوال و علاقات أخرى. مرة تجده متشددا في مواقفه و مرة متميّعا، ليس له قاعدة يبني عليها حياته، لا يستقر على رأي، تجده نهابا يأخذ من هذا و من هذا، إنّها لآفة عظيمة، الواجب على الإنسان أن يكون مختارا لما هو أنسب له في العلم و الدين و الدنيا، و يستمر عليه، و قد رُوي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنّه قال :" من بورك له في شيء فليلزمه" و هذه في الحقيقة قاعدة لمنهاج المسلم، ينبغي أن يسير عليها، من بورك له في شيء فليلزمه، و ليستمر عليه حتى لا تتقطّع أوقاته، يوما هنا، ويوما هنا.

الخطأ يحدث في الناس بسبب الهوى أو الجهل، الهوى ناتج عن مرض في النفس، و ضعف في اليقين، و الجهل ناتج عن ضعف في البصيرة و العلم. نسأل الله السلامة و العافية.

قال تعلى:( هو اجتباكم) الحج 78 أي اختاركم – يا معشر المسلمين- من بين الناس، واختار لكم الدين و رضيه لكم، و اختار لكم أفضل الكتب، و أفضل الرسل، ثم قال عز و جل :( هو الذي سماكم المسلمين من قبل)أي: في الكتب السابقة، أنتم مذكورون و مشهورون، فلهذا لا يليق بالعاقل أن يختار لنفسه الأمور الدنيئة، فإن الأعلى للأعلى و الأسفل للأسفل.

 

Read 1510 times Last modified on Wednesday, 08 July 2015 11:54

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab