الإسلام رؤية دقيقة جلية عن الخالق و مخلوقاته و جوهر العلاقة بينهم..فالله تباركت أسماؤه هو الخالق المطلق:حي قيوم متفرد بصفاته و أسمائه مطلق القدرة و الإرادة لا يحده زمان و لا مكان ليس له بداية و لا نهاية أبدي لا يماثله شيء لقوله تعالى:
"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ." أما المخلوقات لا تدوم على حال... تفنى و تتوالد و تقوى و تضعف... و محدودة الطاقة و القدرة في أداء مهامها التي حددها الخالق لها لقوله تعالى:
"رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"
و لقوله تعالى:
"اعمَلوا فكلٌ مُيسرٌ لِمَا خُلِقَ لهُ."و جوهر العلاقة بين الله تعالى و خلقة علاقة تعبدية لقوله تعالى:
"وَ مَا خَلَقْت الْجِنّ وَ الْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
و لقوله سبحانه:
"وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ"و علاقة افتقار المخلوق لخالقه لقوله جلَّ شأنه:
"وَ اللَّهُ الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ"و الإنسان سيد المخلوقات"وَ لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"و هو إمام مهمة الاستخلاف في الأرض"إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً"و للنهوض هذه المهمة الجليلة منحه ربه جلَّ شأنه كل إمكانات التأهيل المعرفي لقوله تعالى:
"وَ عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا" و كرمه بحرية الاختيار و الإرادة لقوله تعالى:
"فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ"و الأرض مستقر الاستخلاف كما في قوله تعالى:
"وَ الْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ"و مهمة الاستخلاف عمارة الأرض و إقامة الحياة لقوله تعالى:
"هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا"و منهج الاستخلاف إقامة العدل لقوله تعالى:
"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ"و الغاية و الهدف تحقيق الأمن و الكفاية لقوله تعالى:"أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ"و المبتغى الأجل إقامة السلام لقوله تعالى:
"وَ اللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ"هذه المنظومة الجليلة من القيم و المبادئ تمثل جوهر رسالة الإسلام العظيم للناس كافة...
رسالة عدل و أمن و تنمية و سلام... فهلا أدرك المسلمون جلال غايتهم و رسالتهم في الحياة..؟