(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 02 March 2016 07:15

هادم العلاقات

Written by  الأستاذ خالد روشة
Rate this item
(0 votes)

أسوأ ما يهدم علاقات الأصدقاء و المقربين هو سوء الظن بهم, و فتح الباب للشيطان ليفسد ما بينك و بينهم بالظن السلبي الخاطىء،  خصوصا ما كان مبنيا على مجرد أوهام و استنتاجات .

فكم من أصدقاء انتهت صداقتهم بسوء الظن, و كم من رحم انقطعت صلتها بسوء الظن, بل كم من البيوت هدمت بسوء الظن, و كم من الشركات فسدت بسوء الظن !

و لذلك حرص المنهج الإسلامي التربوي على تقويم السلوك الإنساني فيما يتعلق بالظن السىء, فنهى عن سوء الظنون, و قوم السلوك فيما يتعلق به, و أعطى النصائح الايجابية حوله :

قال الله سبحانه : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لَا تَجَسَّسُوا وَ لَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ".

و قال رسول الله _صلى الله عليه و سلم_: "إياكم و الظنَّ، فإن الظن أكذبُ الحديث. و لا تَحَسَّسُوا، و لا تَجَسَّسُوا، و لا تنافسوا، و لا تباغضوا، و لا تدابروا. و كونوا عباد الله إخوانا " أخرجه البخاري

و جاءه رجل يقول: "إن امرأتي ولدت غلامًا أسود. فقال النبي _صلى الله عليه و سلم_: هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: فما ألوانها؟ قال: حُمْرُ. قال: هل فيها من أورق؟ [يعني فيه سواد] قال: إن فيها لأورقًا. قال: فأنى أتاها ذلك. قال: عسى أن يكون نزعه عِرْقٌ. قال: و هذا عسى أن يكون نزعه عِرْق" متفق عليه

و في الحديث : "إذا سمعتم الرجل يقول: هلك الناس، فهو أهلكهم" رواه مسلم ، (إما بفتح الكاف "فهو أهْلكَهم" على أنه فعل ماض، أي: كان سببا في هلاكهم بفعله و سوء ظنه، و إما بضم الكاف "فهو أهلكُهم"، أي أشدهم و أسرعهم هلاكا ) قال الإمام ابن حجر: " سوء الظن بالمسلم من الكبائر الباطنة و قال: و هذه الكبائر مما يجب على المكلف معرفتها ليعالج زوالها لأن من كان في قلبه مرض منها لم يلق الله _ و العياذ بالله _ بقلب سليم، و هذه الكبائر يذم العبد عليها أعظم مما يذم على الزنا و السرقة و شرب الخمر و نحوها من كبائر البدن؛ و ذلك لعظم مفسدتها، و سوء أثرها و دوامه إذ إن آثار هذه الكبائر و نحوها تدوم بحيث تصير حالاً و هيئة راسخة في القلب، بخلاف آثار معاصي الجوارح فإنها سريعة الزوال، تزول بالتوبة و الاستغفار و الحسنات الماحية، و قال ابن قدامه: فليس لك أن تظن بالمسلم شراً، إلا إذا انكشف أمراً لا يحتمل التأويل " الزواجر 10

و قال في مختصر منهاج القاصدين : " فليس لك أن تظنّ بالمسلم شرّا، إلّا إذا انكشف أمر لا يحتمل التّأويل "

و أما السلف الصالحون فقد نأوا بأنفسهم عن هذا الخلق الذميم، فتراهم يلتمسون الأعذار للمسلمين، حتى قال بعضهم: إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين، ثم أقول: لعل له عذرًا لا أعرفه .

و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، و أنت تجد لها في الخير محملاً..

و العلاج التربوي الأمثل عند ورود الظن السىء على قلب المؤمن أن يدفعه قدرما شاء , و أن يتأوله بالأعذار قدرما يستطيع و يمكن،  و أن يستعيذ بالله منه, و أن يتذكر البراءة الاصلية لصاحبه, و يذكر من حسن صفاته, و من جميل أفعاله السابقة .

قال ابن قدامه : متى خطر لك خاطر سوء على مسلم، فينبغي أن تزيد في مراعاته و تدعو له بالخير، فإن ذلك يغيض الشيطان و يدفعه عنك. و إذا تحققت هفوة مسلم، فانصحه في السر.

http://wefaqdev.net/art4491.html

Read 1487 times Last modified on Friday, 04 March 2016 05:10