خلال كل هذه الرحلة الطويلة، كان ماليت يفكر بهدوء في إمكانية السفر عبر الزمن وبدأ فقط في التحدث علنًا عن طموحاته بمجرد أن جعلته جامعة كاليفورنيا في ولاية كاليفورنيا أستاذًا ثابتًا، وهو منصب أكاديمي مفتوح يمنح حامليه حرية العمل إلى حد كبير بعيدًا عن الخوف من الفصل الوظيفي.
يقول: “أردت أن أتأكد من أنني وصلت إلى قمة الاحتراف، حتى في ذلك الوقت كنت مترددًا بعض الشيء”، ولكن عندما بدأ ماليت يتحدث بصراحة عن أفكاره، وجد أنها ضربت على وتر حساس لدى العديد من الآخرين، وهو شيء يظهر عالمية الرغبة في إعادة النظر في الماضي. كلنا نندم عن قرارات سابقة نريد أن نصححها، أو الأشخاص الذين فقدناهم ونرغب في رؤيتهم مرة أخرى، وبالتالي نريد أن نكون مسافرين عبر الزمن.
السفر عبر الزمن من خيال إلى حقيقة
أخذت صور ماليت في العمل محاطًا بمعدات في مختبر مزدحم تظهر في الجرائد والصحف وزادت شهرة ماليت وحب الناس له، إذ أن كل البشرية كانت تتطلع لأي جديد في ما يخص بحوث ماليت، إثر تعاطف الكثيرين معه بسبب حادثة والده. حقًّا الجانب الشخصي من عمل ماليت مؤثر للغاية، لكن ما مدى معقولية العلم وراء أفكاره؟
يقول ماليت إن كل هذا يتوقف على النظرية النسبية الخاصة بأينشتاين والنظرية النسبية العامة، وأعطى ماليت مثالًا لرواد الفضاء الذين يجتازون الفضاء في صاروخ يسير بسرعة قريبة من سرعة الضوء، سيمر الوقت على الأرض بشكل مختلف عما هو عليه بالنسبة للأشخاص في الصاروخ.
يقول: “يمكن أن يعودوا في الواقع ليكتشفوا أنهم يكبرون بضع سنوات فقط، لكن عقودًا مضت هنا على الأرض”. ومع ذلك، فإن كل هذا يتعلق بالمضي قدمًا، فكيف سيساعد ذلك مسعى ماليت على جمع شمله مع والده؟
تقول نظرية النسبية العامة لأينشتاين إن ما نسميه قوة الجاذبية ليست قوة على الإطلاق، إنها في الواقع انحناء الزمكان بواسطة جسم ضخم.
توصل ماليت أخيرًا الى حل هذه المسألة بنظرية تقول “إذا كان بإمكانك ثني الفضاء، فهناك احتمال أن تقوم بلف الفضاء”، يفترض ماليت أنه من خلال تحويل الوقت في حلقة، يمكن للمرء أن يسافر من المستقبل إلى الماضي ثم يعود إلى المستقبل. وهذا ما يسمى بالثقب الدودي، ويقترح ماليت أيضًا أنه يمكن استخدام الضوء للتأثير على الزمن عبر شيء يسمى بالليزر الحلقي.
في نهاية المطاف، النتيجة المتوصل إليها هي إمكانية عمل شعاع ضوئي من أضواء الليزر كنوع من آلة الزمن ويسبب ذلك التواء الزمن الذي يسمح بالعودة إلى الماضي. على الرغم من كل هذه الحلول إلا أن هناك مشكل كبير أوقف تقدم ماليت!
لم يستطع أن يعيد إرسال المعلومات الصادرة من الجهاز مرة أخرى بعد نقطة تشغيل الآلة ولم تمكنه نظريته من تحقيق مهمته، وفي حين أن سعيه للعودة إلى خمسينات القرن الماضي ليس أقرب إلى الواقع، فإنه لا يزال متفائلًا ويستمر في التفكير في احتمالات جديدة.
من حقيقة إلى خيال
إذًا هل يمكن أن يكون هناك مستقبل ليس ببعيد يكون السفر عبره إلى الماضي جزءًا من واقعنا اليومي؟ لا أعتقد ذلك، السفر عبر الزمن له شروط فيزيائية عديدة وجد معقدة ولا يمكن توفيرها أو تحقيقها، حتى بعد قضاء ماليت عمره كله في البحث ومحاولة تحقيق السفر عبر الزمن، قد لا يعود فعليًا إلى خمسينات نيويورك ويقابل والده.
ولكن بفضل سحر السينما، قد يلقي نظرة على الماضي تلك “الدولة الأجنبية”، ويقابل والده بطريقة ما في المرة الأخيرة، يقول ماليت بشكل مؤثر:
“الفكرة التي سأتمكن بها من رؤية والدي على الشاشة الكبيرة، ستكون تقريبًا مثل إعادته إلى الحياة من أجلي”.
نحن ندخل عقدًا جديدًا تدخل فيه مفاهيم خيالية مثل سياحة الفضاء وقطارات هايبرلوب في عالم الاحتمالات، يمكن أن تحقق لنا أحلامنا التي لطالما أحببناها وجعلناها من أهدافنا.
الرابط : https://www.arageek.com/2020/08/20/time-travel.html