الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه أمّا بعد:
قيسوا الرجال بالمقاييس الصحيحة؛ بالكتاب و السنة، أما ما عليه فلان شيء، و ما يقول شيء آخر، ربما فتح عليه ببعض العبادات، لكن يبقى ما يقوله يقاس بالكتاب و السنة، النصارى كانوا في عبادة و ما نفعهم هذا.
من كان في نفسه هوى فلن يهتدي مهما ألقي عليه من مواعظ، و علم، و مهما سمع من أهل العلم.
من صفات أهل الجاهلية تعبدهم بالمكاء و التصدية قال تعالى:{و ما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءًا و تصدية} المكاء :الصفير، التصدية: التصفيق.
اتخذوا دينهم لهوا و لعبا، مثل التمثيليات الإسلامية، هؤلاء يخشى عليهم من الضلال و من الجهل، و كذلك من الأشياء التي تدخل في هذا الأمر النكث في بعض الأئمة و الصالحين.
الاغترار بالدنيا، يظنون أنه من أتاه الله الأموال و الجاه و الأبناء فهو راض عنه، دليل رضا الله و توفيقه هو الإقبال على دين الله، و طاعته.
من صفات أهل الجاهلية و هذه من أعجب الآيات معاداتهم لدين الذي انتسبوا غاية العداوة، و محبتهم دين الكفار، الذين عادوه و عادو نبيهم، و هذا حال اليهود؛ الذين لمّا جاءهم النبي صلى الله عليه و سلم بدين موسى خالفوه، و اتبعوا دين فرعون الذي هو السحر و التلبيس.
أهل السنة أهل إنصاف و عدل و رحمة، بخلاف أهل البدع فهم أهل جهل و ظلم و بغي.
أهل البدع يقرون بأن السلف هم أعرف الناس بالدين لكنهم يخالفونهم، و يحتالون لمخالفتهم.
السلامة في العلم(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)، الفرق الأخرى متوعدون بالنار، إلاّ الفرقة الناجية، و هم أهل السنة.
العبرة بالبراهين و الأدلة، و أهل السنة على بينة و على برهان و دليل واضح.
التعبّد بكشف العورات، كانت العرب يطوفون بالبيت عراة، قال تعالى:{و إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا و الله أمرنا بها} سمى الله التعرّي فاحشة لأنها سبيل إلى الفاحشة.
التعبد بتحريم الحلال كما تعبدوا بالشرك. تحريم الحلال و تحليل الحرام كفر.
من مسائل الجاهلية جحود القدر، و التكذيب بالقدر؛ و أن الأمور تحدث مصادفة، و هو من المسائل الخطيرة و انتقلت إلى المسلمين، لهذا القدرية هم مجوس هذه الأمة، الإنسان يستطيع أن يطيع و أن يعصي؛ كما قال الإمام أحمد لما سئل عن الجبر قال:" يهدي من يشاء فضلا و يضل من يشاء عدلا"
من سب الدهر فقد سب الله عزّ و جل لأنه هو الذي يقلب الليل و النهار.
السلف عندما تصيبهم المصيبة، يعرفون أنّ هذا بسبب ذنوبهم، أمّا هؤلاء فيعلقون ما يصيبهم بالدهر و الأيام و السلطان، مثل أهل الجاهلية، و ربما علّقوا ما أصابهم باليهود و النصارى، حتى عظم اليهود و النصارى في صدور الشباب، و أنهم يطلعون على كل شيء؛ و هذا شرك في الربوبية و في العلم (أي علم الله عزّ و جل)، و أنهم يعلمون كل شيء، و هذا يهدم المسلمين.
أهل الجاهلية جحدوا بعض الآيات، آمنوا ببعض الكتاب، و كفروا ببعض، و لذلك لم ينتفعوا ببعض ما آمنوا به، حتى يؤمنوا به جميعا، أّما من أخذ شيئا و ترك شيئا فهؤلاء لم يؤمنوا بكتاب الله عزّ و جل.
ليس هناك سبب للحرمان، و عدم التوفيق بعد الانحراف عن أهل التوحيد من الهوى و العياذ بالله تعالى، أهل السنة لا ينتسبون لرجل، إنما ينتسبون للدين، و لكن لا يعرضون عن العلماء.
أئمة أهل الجاهلية إمّا عالم فاجر، أو عابد جاهل، و كلاهما ضال، و لا يمكن لأحد أن يستقيم إلاّ بالعلم و الاتباع، هذا الدين مبناه على العلم و العمل و الاتباع، هذا الدين مبناه على العلم و العمل.
فتنة هذه الأمة إما عابد جاهل، أو عالم فاجر، العالم الفاجر قد يفتي الناس بالكذب و بما عنده من الهوى.
عظمة الدنيا في قلوب أهل الجاهلية قال تعالى:{ و قالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}.
من مسائل الجاهلية، الاشتغال بأمم قد خلت، إمّا ينتسبون إليها على سبيل الفخر، و إمّا يذمونهم.
قاعدة الضلال: القول على الله بغير علم، و هي أصل في ضلال من ضلّ، و هو أعظم من الشرك.
العلم علمان؛ علم بالله، و علم بدين الله فكل من أخطأ في هذا الباب فهو من القائلين على الله بغير علم، و لهذا أهل العلم يتكلمون بعلم، و إما يسكتون. أهل الباطل يقولون على الله بغير علم، لا أدري ورع.
المسلم لا يجوز له أن يتكلم إلاّ بعلم أو يسكت بعلم و ورع.
هذه أبرز صفات أهل الجاهلية أعاذنا الله منها، و العلم عند الله و صلى الله و سلم على عبده و رسوله محمد.