(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 27 حزيران/يونيو 2022 08:52

المراهق بين الطموح المشروع و تحقيق الذات

كتبه  الأستاذة آمنة فداني
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد أعطت شريعة المولى تبارك و تعالى للمرء شخصيته الذاتية التي تجعل منه إنسانا يحس بكيانه و وجوده على أساس الأفق الواسع و النظرة الكاملة للحياة و التحول من الضعف إلى القوة و من السلبية المقيتة إلى الإيجابية النافعة، متمثلة في إرادة التغيير و التحسين لاستبدال وضع غير سوي بوضع جديد أفضل منه، فالحياة لابد أن تسير على خطوط مدروسة مرسومة و مقبولة.
إن مرحلة المراهقة مرحلة حساسة في حياة الناشئ تتطلب من المربين عناية فائقة و يقظة دائمة لأن دواعي الانحراف فيها كثيرة و عنيفة فكم من شاب تحطم كيانه و فقد حيويته بفقدانه الحنان و الرفقة الصائبة، حيث يعيش بين الطموح المشروع و تحقيق الذات و قيم المجتمع، فحياته كلها اضطراب و تقلبات و ضياع في متاهات الوجود باحثا عن طريق خاص به.
كثيرة هي الأسباب التي تساعد على انحرافه و التي تقع مسؤوليتها على عاتق الأسرة في المقام الأول منها عدم خضوع التربية و التوجيه داخل البيت لقواعد مدروسة و أصول سليمة، التسيب و الإهمال، اضطراب الأسرة و فوضوية حياتها، النزاعات اليومية، تدابر أفراد الأسرة في غير حق كل هذا مصدر ضعف و فشل ينعكس سلبا في تسيير شؤون البيت، فهو بذلك بحاجة إلى إعادة ترتيب و تنظيم فأساليب التربية الصحيحة السليمة تبنى منه، من خلال متابعة مراحل الطفولة و المراهقة ومراعات خصائص كل مرحلة بالسعي لفهم المشكلة و مضاعفاتها المحتملة و وضعها في مسارها الطبيعي، فالأسرة هي المسؤولة الأولى عن حماية مسيرة أبنائها في جو من الهدوء و السكينة حتى يكتمل بناؤهم.
إن التربية الناجحة و المتابعة الدائمة لابد لها من نضال و مثابرة وصبر لأن ثمرتها المرجوة لا تنال بالأوهام و إنما يظفر بها الساهرون و المتابعون و كما تقول الحكمة (على قدر الغاية و الهدف يهون البذل و العطاء).
فالمنهج التربوي يجب أن يكون دائما موضع دراسة و تعديل بما يتوافق مع الواقع و الظروف، بالاستعانة بآراء الراشدين و المختصين التربويين من حوله ليختار أصوبها التي تعينه على أبنائه في تهذيب أخلاقهم و تثقيف عقولهم.
لذا فعلى الآباء و المربين أن يكون موقفهم من أبنائهم المراهقين موقف الصديق و المرافق في نفس الوقت، فهذه وسيلة لابد منها لحسن سير الأمور، فخير ما تفعله الاسرة ألا تقف على الجانب.
• احترام شخصية المراهق و تشجيعه و الاقلال من الضغط عليه مع تحسيسه في العائلة على أنه غصن من شجرة الأسرة فأصلها يغذيه و هو منها، كما تذكره بأن الإنسان خطاء و غير معصوم منه لكن تحذره من أن ينحرف في هذا الخطأ فيتخذه سبيلا.
• ميل المراهق إلى تأكيد ذاته عن طريق بعض التصرفات تلفت نظر من حوله من خلال تصرفاته، حديثه، سلوكه، ملابسه هنا تظهر حنكة المربين في توجيهه ليتكيف مع الواقع بنجاح.
• مراعات الفروق الفردية بين الاخوة مع التركيز على العدل بينهما فهذا الأخير لغة الاستقامة و فوق العاطفة، فكم من بيت تزدهر فيه السعادة فقد اطمئنانه بفقد العدل بين أفراده، فالطرق الحديثة في التوجيه هي منح مكانة متساوية للجميع دون اللجوء للازدواجية في التربية.
• تنظيم جلسات حوارية داخل الأسرة و إعطاء كل ذي حق حقه في إبداء الرأي للتعود على سماع نقد الغير، و إذا لم تتح له الفرصة في البيت سيلجأ إلى الشارع الذي يفتح له أبوابه بدون أدنى شرط و الذي يعد مجالا لنشاطات انحرافيه يصبح فريسة سهلة المنال.
• خلق علاقة متينة بين الأسرة و المدرسة في تحمل كل طرف منها نصيبا، فالتعاون بينها مهم و مفيد، فهذه الأخيرة تكمل ما تحققه الأولى من أهداف و غايات سواء في التغيير أو التنمية أو التحسين.
ليت الأسر تستوعب أساليب هذه العناية الصحية لأن فيها ما يدعو إلى إمعان النظر في تربية أبنائها في حدود المنطق و العقل بدون إسراف و لا إجحاف، فلو تتبعنا أسباب انهيار هذه الفئة من المجتمع لوجدنا أهم ذلك فقدان التواصل و التقارب و العاطفة، فهذه الأخيرة تحتل مكانة مهمة في حياة المراهق فهي المنبع الأول الذي يغذي سائر نواحي حياته سواء منها العقلية الخلقية النفسية الاجتماعية.
هكذا تصبح عدم المصاحبة و المتابعة سببا في تحطيم المراهق و تأخر نموه، لذا لابد من وقفة لتصحيح المسار، حيث تقف الأسرة من خلاله على مواضيع الداء و تسد مكامن الخطر تضمن من خلاله الوصول إلى الهدف المأمون و المأمول، فكل ميسر لما خلق له.
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.

الرابط : https://elbassair.dz/19479/

قراءة 671 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 29 حزيران/يونيو 2022 09:02