كانت تستمع بإصغاء تام للمتحدثة و هي تقول: "ضعي في الطبخة قليلاً من السكر". قالت لها بحماس: "يقولون لازم كثير"، قالت صاحبة الوصفة بحزم: "لا، ستفسد الطبخة، افعلي كما قلت لك، لا تزيدي ولا تنقصي".
ردت عليها بأدب و تواضع: "حسناً.. حسناً سألتزم بذلك بدقة، فأنت متخصصة في الطبخ و صاحبة خبرة و منك نتعلم".
كانت تتقبل كل وصفة تُذكر لها عن: (الطبخ، المكياج، العناية بالشعر..) بالرضا و التسليم.. و لكن إذا ذَكر لها أهل العلم و التخصص حكم شرعي لم يَرُق لها، فإنها تشكك فيه و تحاول أن ترده، أو أن تتخلص منه بالجدل الطويل. مالك تحترمين أهل التخصص الدنيوي، و لا تحترمين أهل التخصص الشرعي..!
عجباً أتأخذين كلام الناس بالقبول و التصديق، و تردين كلام الله و رسوله صلى الله عليه و سلم؟! {وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب:36]. المؤمنة لا تضع كلام الله و رسوله تحت المناقشة والدراسة، فإن اقتنعت و إلا فلا..! لا تفعل هذا مؤمنة أبداً، فإذا حكم اللّه و رسوله بشيء، فليس لأحد مخالفته، و لا اختيار لأحد ها هنا و لا رأي و لا قول.