أهل السنة و أهل العلم منصورون ، كما دلّ على ذلك الحديث:(لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم).
التمسك بالسّنة ليس بالهوى ، المسلم عليه أن يسعى حتى يكون من أهل السنّة بحق فيكون من أهل هذه النصرة إن شاء الله تعالى.
فإذا تحقق من أنّه من أهل السنّة ، فليعلم أنّه منصور، و إذا انتكس في البدع و الأهواء و الفتن، فلا ينفعه تزكية الناس له، فقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنّه لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكّع ابن لكّع (لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكّع ابن لكّع.) قيل: المنافق، و قيل: الأحمق.
هذا الصنف لهم ناس يستمعون إليهم، لهم كتب، لهم مواقع فيها فتن، منهم من يدعوا إلى الكفر و الشرك، منهم من يدعوا إلى البدع، منهم من يدعوا إلى الأهواء.
قبل قيام الساعة و نهاية الدنيا تتغير السنن الكونية ، ذكر العلماء أنّ نهاية كل شيء يكون عندما تتغير فيه السنن ، حتى في موت الإنسان ، يقولون أن الروح لها صفة و هي باقية في الجسد ما دام صالحا لها. فإذا فسد الجسد لا يبقى للروح بقاء فيه، فعند ذلك تخرج ، مثل من قُطع رأسه لا تبقى الروح فيه، و هذا من حكمة الله عزّ وجل ، لا يقطع به، لكن ذكره العلماء.
كلّما استقام الإنسان على طاعة الله و على صلة الأرحام، كلّما حفظ الله له جسده، و كلّما حُفظ جسده ، حُفظت له روحه و طالت حياته ، و كلّما خالف الإنسان ضعف جسده و نقص عمره ، و الله عزّ و جل هو العليم الحكيم.
من تغير السنن أيضا قول الناس في آخر الزمان في الرجل ما أعقله ، ما أظرفه، و ليس في قلبه مثقال ذرة من إيمان فدلّ على أنّ الناس في هذه الأزمنة يثنون على بعض أهل الفسق ، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم.
إذا كانت و العياذ بالله في بعضنا دعاوي ، إنسان يظهر بلسانه و يخالف بقلبه و بأعماله، فهذا أمر خطير ، قد يصل إلى حدّ الكفر و النفاق ، عندما ندرس هذه العقيدة يجب أن تكون مؤثرة في سلوكنا و إلاّ فو الله لا خير في أمر يعلمه الإنسان بقلبه لا يمتثله، فالعلم في هذه الحالة سيصبح حجة على صاحبه.