(إنّ الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الأخرة و الله يعلم و أنتم لا تعلمون)النور19.
إنّ محبة إشاعة الفاحشة تنتظم جميع الوسائل القبيحة إلى هذه الفاحشة، سواء كانت بالقول ، أم بالفعل ، أم بالإقرار ، أم بترويج أسبابها ، أم بالسكوت عنها ، و هكذا.
و هذا الوعيد الشديد ينطبق على دعاة تحرير المرأة في بلاد الإسلام، من الحجاب ، و التخلّص من الأوامر الشرعية الضابطة لها في عفتها و حشمتها و حيائها.
إنّ أسوأ مخطط مسخّر لحرب الإسلام و أسوأ مؤامرة على الأمة الإسلامية تبنّاها النظام العالمي الجديد في إطار "نظرية الخلط " و هي المسماة في عصرنا " العولمة" و الخلط بين الصالح و الطالح، و السنة و البدعة ، و القرآن و الكتب المنسوخة المحرفة كالتوراة و الإنجيل ، و المسجد و الكنيسة ، و المسلم و الكافر ، و وحدة الأديان ، و"نظرية الخلط "هذه أنكى مكيدة لتذويب الدين في نفوس المؤمنين، و تحويل جماعة المسلمين إلى سائمة تسام ، و قطيع مهزوز اعتقاده، غارق في شهواته مستغرق في ملّذاته.
لقد سعى دعاة الفتنة في إشاعة الفاحشة و نشرها، و عدلوا عن حفظ نقاء الأعراض و حراستها إلى زلزلتها عن مكانتها ، و فتح أبواب الأطماع و اقتحامها ، كل هذا من خلال الدعوات الآثمة و الشعارات المضلّلة بإسم"حقوق المرأة" و حريتها و مساواتها بالرجل ، و هكذا من دعوات في قوائم يطول شرحها ، تناولوها بعقول صغيرة و أفكار مريضة، يترجلون بالمناداة إليها في بلاد الإسلام و في المجتمعات المستقيمة، لإسقاط الحجاب و خلعه، و نشر التبرج و السفور و العري، و الخلاعة ، و الاختلاط حتى يقول لسان حال المرأة المتبرجة" هيت لكم أيها الإباحيون" . بل إنّ بعض وسائل الصحافة تسفّلا في النقيصة فنشرت كلمات بعض المقبوحين بإعلان مقدمات البغاء مثل: المعاكسة، و قول بعض الوضعين في برنامج إذاعي يسأل النساء: هل تعرضت للمعاكسة في يوم ما؟....و هكذا من صيحات التشرّد النفسي و الانفلات الأخلاقي .
علينا ألاّ نهوّل من المكائد المحيطة بنا نحن المسلمين لأن المرأ يبتلى بنفسه ، إنّ ما يجب الحذر منه هو ما نعتقد من معتقدات فاسدة ، و ما نقوله و نكتبه من مقالات مخالفة للشرع ، و ما نعمله من أعمال باطلة ، و نحذر من تقديم أطماع الدنيا و ملاذ النفوس على ما هو خير و أبقى من حفظ العرض ، و الأجر العريض في الآخرة.
و على نساء المسلمين أن يتقين الله و أن يسلمن الوجه لله ، و القيادة لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم ، و لا يلتفتن إلى الهمل ، دعاة الفواحش و الأفن، الذين توعدهم الله بالعذاب الشديد في الدنيا و الآخرة.