(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Friday, 06 June 2014 07:42

مفارقات بين أصالة الشعب و ضحالة النخبة

Written by  الأستاذ محمد سبرطعي
Rate this item
(0 votes)

عجيب و الله عجيب... هذا التكوين للشعب الجزائري الذي مازال يبرهن اليوم بعد الآخر على تمسكه بقيم غرس صحتها في نفسه طول التجارب و تقلب الدهر و حمية الأخلاق و طهر السريرة حتى و إن أراد أصحاب المعالي أن يدنسوها و يلطخوا طهرها بأعمالهم المشؤومة و تحركاتهم المشبوهة.

و لا يوجد عجب أبدا في هذا التدني المتواصل الراسخ الذي ترتع في حمأته نخبتنا الساقطة التي تقدم لنا كل يوم أنها في واد و أصالتنا و صفاء انتمائنا في واد آخر بعيد كل البعد.

و أما عن العجب الأول حدث كبير هز كياني لما سمعته...و هو مقاطعة فريق أصاغر جمعية ابن خلدون بالعفرون ولاية البليدة لمونديال فرنسا للبراعم بسبب وجود الصهاينة هناك، كل هذا حدث رغم الإغراءات تارة و التهديدات تارة أخرى، و كل هذا لم يؤثر في قرارهم أن لا يدنسوا أسماءهم و قيمهم و يحافظوا على شرفهم و لا يقابلوا من قتل إخوانهم و آذى ذويهم و أذاقهم سوء العذاب.

مثل هذا الموقف الذي لم يذكر في وسائل الإعلام الرسمية و لم ينتبه – ربما - له كل أرباب الإعلام الذين يصدعون رؤوسنا إذا ضاع حذاء أي فنان لا يحسن الكلام الموزون، و إن دل مثل هذا التخاذل فإنما يدل على الرؤية المنحطة التي نزلت إليها قيادتنا الثقافية و الفكرية.

أما عدم التعجب الثاني فإن أسبابه كثيرة متكررة و وجوهه سئمنا من تكرار النظر إليها، و لكن ما يميزها كل مرة عن أخرى هو التمادي و زيادة الاستفزاز لهذا الشعب الصابر المصابر.

فتارة نسمع أحد أركان العته يسبنا و يسب آباءنا على الهواء مباشرة، ثم يحدث أن نرى و لا نكاد نصدق أن جزائر العزة و الكرامة يقام فيها حفل رسمي لنادي من نوادي الماسونية ذات التخطيط و التربية و الرعاية و المتابعة الصهيونية الممتازة، و بعدها نتفاجأ بممثلة للشعب في برلمان جزائر الاستقلال تتفاخر و تظهر على التلفزيون و هي ترتدي قلادة ذات شكل نجمة داوود اليهودية ذات اللون الأزرق و كأنها بنت من بناتهم و غرس من نباتهم ، ثم نستبشر بأن وضعوا لنا وزيرة لا تجيد اللسان الرسمي بل و تحتقره و ترى أنه سبب تدهور مستوى التلاميذ الأخلاقي و العلمي و تعد أن تطهر المنظومة التربوية من مخلفات ابن باديس لرغم أنوفنا في حمأة و مزبلة باريس ذات الكثرة الكاثرة من الأباليس.

إلى أين نحن ذاهبون يا أحبابنا القراء؟؟؟ سؤال وجب على الجميع التفكير فيه بعمق و إمعان لأن في وقت التمحيص و الجهاد الأكبر، الباطل كشر عن أنيابه بكل شراسة و استفزاز، فوجب على أهل الحق التصدي لهذا العدوان و بناء البديل المريح
و إلا يفعلوا ذلك سيكونون أول من يلعنهم التاريخ.

Read 1508 times Last modified on Tuesday, 21 July 2015 15:55