(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Tuesday, 07 November 2023 08:47

فلسطين أيدولوجية عقيدة و ليست مجرد أرض

Written by  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

القصص تبدأ عند اللحظات الأولى لتكونها و لكنها سرعان ما تنتهي مع الوقت، قد يؤرخ التاريخ لها و قد تذروها الرياح، و لكن قصة فلسطين لها بداية و نهايتها إن شاء المولى عندما يقتل الخنزير و يكسر الصليب و ينطق الشجر و الحجر.. و الآن قد بدأت ذروتها.

عندما تكون قضية المرء فكر يختمر في عقله و يلازمه طيلة حياته، و عندما تكون قضيته منبثقة من عقيدة راسخة و هدي قويم تصبح متجذرة فيه يتوارثها الأبناء عن الآباء و الأجداد، و هكذا هي قضية فلسطين.

لا تصدقوا من يقول إن القضية الفلسطينية قضية كباقي القضايا الحاضرة أو القضايا التي كانت في سالف الأزمان، بل هي قضية معركتها -في صفين الهلال من جهة و الهيكل و الصليب من جهة أخرى.

في غزة و الضفة الغربية كبر أطفال الحجارة، و غذي أطفال الشتات أيضا -مع حليب أمهاتهم- قدسية الأقصى و القدس و واجب تحريرها، و كيف لا، و هم يقرؤون في كتاب الله العظيم (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الآية 1 (سورة الإسراء) صدق رب العزة.

رَائِحَةُ الشَهِيدِ مِسْكٌ يَفُوحُ

عَلَيْهِ السَلَامُ وَ سَقْيَ السُّحُبْ

كَرِهَ الشَهِيدُ لَذِيذَ الحَياةِ

فَنَفْسٌ تَثُورُ وَقَلْبٌ وَهَبْ

بَدْرٌ لُجَيْنٌ وَشَمْسٌ بَدَتْ

وَرُوحٌ عَلَتْ بها كُلُّ العَرَبْ

تفكيره قاصر، هو الذي يعتقد أن الموت هي أصعب ما يمر به الإنسان، ناسيا أن الأصعب هو أن يخطفه الموت و هو لا يحمل في جعبته ايمانا و يقينا بخالقه و من ثم قضيته، و تفكيره قاصر من يبحث الخطوة الأولى فقط و يكسل عن التفكير فيما بعدها، من تبعات و حقوق الله عليه و واجباته تجاه نفسه!

تمرّس جيل اليوم بعشق الكتب "الصّفراء" و تلك ذنوب تنام و تصحوا معهم.. في السّرّ و في العلن.. تأكل أرواحهم و تدمي قلوبهم و تتركهم في مهب الريح، لكن هل هكذا هم شباب فلسطين و أطفالها؟

سأجيبكم أنا:أمل الإنسان المسلم من شعوره بأبديته في الآخرة أن يجد دفئًا في مواضع الصقيع، و أُنسًا في مواضع الوحشة، و سندًا في مواضع الميل، و هونًا في مواضع الشقاء، و قوةً في مواضع الضعف، و بسمةً في مواضع الشدة، و نسمةً في مواضع الحدة، لكن لا يوجد أبدية في الدنيا فالكل إلى التراب.

سأتوقف اليوم عن مَنح صفة "الأبديّة" لكل شيء. و إن بدت تلك قناعةٌ خادشة للكثيرين؛ فللبشر مصيرٌ يعبرُ مع الأيام، و طرق لا تُفضي إلى أبدية الدنيا.

Read 361 times Last modified on Tuesday, 07 November 2023 11:14