-ليس مهما ما كانت تفعله هنا أو في مكان آخر أميرة، المهم أن نعرف هوية القاتل.
-و لكن ما كانت تفعله يكشف لنا دافع القاتل، أليس كذلك ؟
لم تجب هجرة و اكتفت بالإبتعاد عن المكان بحثا عن جد السيدة المغتالة. كان قد توجه إلي الحقول التي كانت تحف البناية من الجهة الشمالية:
-سيد إبراهيم ؟
-نعم.
-لنعود إلي العاصمة، أريد أن أقلب أوراق أميرة بإذن العائلة طبعا ؟ طلبت منه المحققة.
-لا بأس.
في طريق العودة، شرحت هجرة موقفها الجديد:
-ما الذي جعلك تتراجعين عن تحري دقيق حيث كنا ؟
- موقفها من القضية الفلسطينية ليس في حاجة إلي إثبات، فالذي يهمنا بالدرجة الأولي هوية المجرمين. إنني أنتظر حاليا نتيجة تحاليل مخبرية من بلدي لنكشف هوية السلاح الذي أستعمل في إغتيالها.
-ثم إنني لا أريد أن أخدم المجرمين.
-كيف ؟
- بتقديم لهم علي طبق من ذهب، مكان عمل أميرة لصالح فلسطين.
في وسط إزدحام العاصمة، إنعطف جد أميرة نحو جادة كبيرة:
- شارع الإستقلال، ليس بعيد عن هنا بيتنا. أخبرهم إبراهيم.
ربع ساعة بعد ذلك، توقفت السيارة. عند نزولهم، نظرت هجرة إلي خلفها نظرة سريعة. كأن حركة خاطفة من مار نبهتها إلي زيادة الحذر.