قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Tuesday, 29 July 2014 08:27

لهذه الأسباب عُزل الرئيس مرسي...ليس حصاد الغرور

Written by  الأستاذ محمد سبرطعي
Rate this item
(0 votes)

كتب الأستاذ عماد سعد تعليقا على مقال سابق لي نشر في هذا الموقع العامر بعنوان " إلى الرئيس محمد مرسي...وجب أن يعزلوك "، و قد تلخص تعليقه في نقطتين هما:

1) الانقلاب على الشرعية لا يصح بأي وجه من الوجوه.

2) لم يكن سبب عزل الرئيس مرسي لأنه الرئيس الوحيد الذي اختاره شعبه، و لا لأنه عفا عن خصومه ولا لأنه قدم وشاور العلماء و لا....لقد عزلوه لأنه قام بتصرفات تنمّ عن تذبذب و ارتباك و عدم رزانة و رويّة

و إني إذ أشكر الأستاذ عماد على التفاعل و الاهتمام، ملاحظا على تعليقه السرعة و بعض التناقض، و لكن أوافقه تمام الموافقة على النقطة الأولى من تعليقه، و لكن لي تحفظ كبير على النقطة الثانية لأنها مخالفة للعقل و الواقع المعاش، و لا يوافقها أي متابع متفحص و مراقب مدقق.

و أحب أن أقرر أوّلا أن هذه المواقف و الأوقات لا تتطلب منا تصيّد الأخطاء و عدّها، و تبرير الجرائم و تهوينها، و لكنه وقت الوقوف مع الحق المسلوب و الأمل الضائع حتى إذا استرجعناهما يحق لنا تبيين ما وقعنا فيه من أخطاء سابقة لتفاديها لاحقا.

و إذا كانت السياسة في بلدان تحترم شعوبها هي فن إدارة المجتمعات. فإنها في بعض بلادنا العربية فن تخريب المجتمعات و إفسادها و تدميرها.

و إذ أقول هذا ولا أبرئ الرئيس مرسي من أخطائه التي وقع فيها، و عدم حزمه في اتخاذ بعض القرارات، و التعامل مع بعض المواقف و مواجهة بعض المؤسسات التي نخر في عظمها سوس فساد النظام التالف.

و لا أرى سببا في عزل الرئيس مرسي إلا بعض التصريحات العميقة التي أقلقت القريب و البعيد ممن خافوا على مصالحهم و مكانتهم و نفوذهم و استحلابهم لثروات مصر و مقدراتها، و كذلك بعض القرارات المصيرية و الانجازات السريعة التي إن استمرت فستكون مصر قريبا في مصاف الدول العظام.

أليس الرئيس محمد مرسي من قال: لا بد أن ننتج لنمتلك ثلاثة أشياء: نمتلك غذاءنا، نمتلك دواءنا، و نمتلك سلاحنا.

أليس الرئيس محمد مرسي من قال: أنا أريد المحافظة على الأطفال الصغار الذين سيكبرون و يتزوجون، و سيقولوا لأولادهم يوما ما...إن آباءكم و أجدادكم كانوا رجالا.

أليس الرئيس محمد مرسي من قال: لن يعود النظام السابق بحول الله على الإطلاق الذي احتقر الضعيف و نزل على رأي الفساد و المفسدين.

أليس الرئيس محمد مرسي من قال: لبيك سوريا...و لا مكان و لا مجال لحزب الله في سوريا

أليس الرئيس محمد مرسي من قال: الرئيس و الشعب يريدون تطبيق شرع الله.

أما عن الانجازات و القرارات، ففي عام واحد ارتفع معدل النمو الحقيقي ب 0.6% ، و ازداد إجمالي الاستثمارات ب 11.5 مليار جنيه، و ارتفع عدد السائحين بمليون سائح.

في عام واحد تمت الزيادة في رواتب المعلمين و الإداريين بميزانية بلغت 21 مليار جنيه.

في عام واحد تم إنشاء مشروعات صغيرة و المساعدة على العلاج و تعيين 665 شخص لمصابي ثورة 25 يناير 2011 بميزانية 100 مليون جنيه.

في عام واحد قام بتثبيت عمالة مؤقتة لصالح 593 ألف مواطن بميزانية 3.5 مليار جنيه.

و قد تحقق كل هذا في ظل 5821 مظاهرة و 50 حملة تشويه و 24 دعوة لمليونية في عام واحد فقط.

و أنا إذ أذكر كل هذه الإحصائيات فمن باب نشر المعروف و الاقتداء به، و حتى نزيح ظلام الإعلام الفاسد عن أعيننا، و حتى لا نكثر من تصغير الذات فإنه أسلوب تربوي فاشل.

و إن طريقة جلد الذات " بعنف " التي تستعمل عند الحديث عن مصر و حالها، لهي طريقة يائسة مؤيّسة تدفع إلى التخاذل و انتظار ما يُفعل بنا، لأننا حسب هذه النظرة لا نصلح إلا لردّ الفعل فقط.

و قد شممت – أسأل الله أن أكون مخطئا – من كلام الأستاذ رضىً و طبيعية في التعامل مع الانقلاب، من خلال مدح الاستقرار العجيب الغريب الذي تمتع به الشعب المصري في عهد الرئيس المخلوع، و هذا - إن صح - لهو زلة كبيرة و خطأ جسيم و تهاوي سحيق من على صرح التفكير السليم و العمل الحر.

إن الانقلاب على الصندوق – سادتي – جريمة دستورية إن لم يتصدّ الشعب لها بسلمية و حزم فإنه شعب لا يستحق الكرامة و الحياة.

و حتى إن كان للرئيس مرسي كل هذه الملايين من المعادين المخالفين، فلماذا لا يتبارون معه في صندوق انتخابات يحرزوا به شرف العمل و شرعية الموقف.

و كذلك أما ترون أولى القرارات المتخذة في فترة الانقلاب التي لا تتجاوز 26 يوم.

فقد تم إلغاء زيادة المعاشات، و تمّ فتح كل المخابز التي أغلقها وزير التموين لفسادها، و تم إيقاف مشروع تطوير قناة السويس الذي كان مخططا له أن يدرّ على مصر 100 مليار سنويا مقابل قبولهم 3 مليارات من الإمارات، و تم رفع الدعم عن السلع.

أيضا قد تمّ فتح السفارة السورية في القاهرة، و غلق معبر رفح المعبر الوحيد لقطاع غزة، و عودة السفير الصهيوني و طاقمه الدبلوماسي " الموقّر " و قد تم لأول مرة في التاريخ غلق الجامع الأزهر و منع الأذان أن يُرفع فيه و قطع الكهرباء عنه و دفع المصلين من أمام باحات مسجده.

دون أن ننسى الدماء الطاهرة للأنفس الساجدة التي سقطت من أمام الحرس الجمهوري إلى المنصورة إلى مذبحة المنصة الأخيرة إلى مجزرة أختنا هالة أبو شعيشع و أخواتها.

و من يقرأ لأرباب الفكر و يسمع لسادة الرأي في مصر المحروسة من مثل المفكر الأصيل محمد عمارة، و الشيخ حسن الشافعي مستشار شيخ الأزهر يعلم أن الانقلاب كارثة أتت دحضا للمشرع الإسلامي الذي حمل عبئ التصدي له الرئيس مرسي..

و إني أرى – صادقا – أن هذه الانتكاسة عن الديمقراطية ليست بحصادٍ للغرور، و لكنها محطة من محطات التمييز للخبيث من الطيب، و موقفا من مواقف الاستراحة و الثبات و التخطيط.

و يكفي المتأمل مفارقة، أنه لما تولى الرئيس مرسي مقاليد البلاد استبشر المقدسيون و استهلّ الغزاويون، وعندما عُزل فرح الصهاينة و قالوا على قائد الانقلاب هو بطل إسرائيل في مصر

و أحب أن أختم بقول شيخي الحبيب محمد الغزالي " لقد جفّ ريقنا من الأسى، و لكن وصيتنا إلى أبنائنا أن يذهبوا يوما ما إلى حيث يرقد الخونة أيّا كانوا فيبصقوا على قبورهم "

" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد "

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

Read 2673 times Last modified on Saturday, 17 November 2018 15:09

Comments   

0 #1 عماد سعد 2013-08-06 11:43
بسم الله والسلام،تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام،في البدء والختام وبعد :
جاء في نسخة حديثة غير مطبوعة من كتاب " كليلة ودمنة " :
قال كليلة : فاضرب لي يا دمنة المثل للرجلين يختلفان في المسألة الواحدة،فينظر أحدهما إلى الحال منها ولا يلتفت إلى العواقب التي تلزم عنها،فيما يتفكر الآخر في آجل أمرها وتناهينه في بدايتها فيرومه برأيه .
قال دمنة : إن مثلهما كمثل ذينك المسافرين اللذين انطلقا إلى وجهتهما ؛حتى إذا أدركهما الليل نصبا خيمتهما في قفر وناما ،فما أيقظتهما إلا لسعات البرد في جوف الليل .فقال أحدهما لصاحبه : هل ترى النجوم والقمر ؟
قال صاحبه : أجل ، انظر إليها تتلألأ كأنما باتت الملائكة تغسلها،وابصر القمر وسطها لكأنه يحاول جمعها بعصاه " الشهابية التي تظهر حينا و....
فقاطعه صاحبه : لقد سرقوا خيمتنا !
قال كليلة : مثل من هذا يا دمنة ؟
قال دمنة : هذا مثل الأستاذ سبرطعي وسعدا في مسألة " عزل مرسي" ،وفي المثل " أريه السها ويريني القمر " ....
*** فليهنأكم الحميد المجيد بالعيد السعيد " عماد سعد .
Quote

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab