(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 02 نيسان/أبريل 2015 07:00

دور جمعية العلماء في الدفاع عن المرأة

كتبه  تلخيص واقتباس: الأستاذة قوادري أم وفاء
قيم الموضوع
(0 أصوات)

و تطالعنا جريدة البصائر في (عدد 8ص: 3،6)الصادر بتاريخ(21فيفري1936) بمقال تحت عنوان "قيمة المرأة في المجتمع"(1)

نقرأ في مستهله « المرأة من الأمة كالروح من الجسد، و الراحة من اليد، إذا صلحت صلحت الأمة كلها، و إذا فسدت فسدت الأمة كلها، و هي المدرسة الأولى التي تلقي في طور الأمومة على ولدها دروسا عملية يتخذها صوى في مجاهل الحياة و منارا يهتدي به في الظلمات » (ص3)بتصرف

ثم يضيف كاتب المقال: « و لئن كان هو (أي الرجل) قواما عليها في الانفاق و مقدما عليها في مواطن الحروب و الدفاع، فهي قوامة عليه في تدبير المنزل المهيأ للراحة و الهناء، و مقدمة عليه في تربية صغار الأبناء. تلكم التربية التي هي لما بعدها كالأساس للبناء، و من أجل ذلك كانت الأخلاق التي تعود الأمهات عليها أبناءها في طور الصبا أوقع في نفوسهم مما يعودهم عليه المعلمون و الآباء في طور الطفولة.

     أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا »ص6

ثم يضرب أمثلة رائعة عن أثر المرأة في الدعوات الدينية و الوطنية و يذكر "آسيا" زوجة فرعون التي كانت سببا في نجاة موسى (عليه السلام) من القتل قال تعالى: { لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا}الآية

ثم يتبعها بـ « نساء القرطاجيين لما أحاط ببلادهم العدو ابتغاء اجتياحهم و احتاج الملأ من قومهم لحبال يربطون بها السفن قصصن شعورهن الجميلة و قدمنها هدية لفتل الحبال، رجاء إنقاذ الوطن العزيز من كبوته، و صد غارات الغاصبين عنه »ص6

ثم يضيف « و نساء العرب كن يشاركن الرجال في الحروب بمساعدة الجرحى، و توفير الراحة على المقاتلين و إذكاء الشجاعة في القلوب، قال ابن أم كلثوم:

على آثارنا بيض حسان       نحاذر أن تقسم أو تهونا

يقتن جيادنا و يقلن لستم        بعولتنا إذا لم تمنعونا

و ما أروع تلك الإضافة التي علق الكاتب في بدايتها بقوله: « و إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل.. » و يذكر مقولة سيدة بيت النبوة الأولى أمنا خديجة رضي الله عنها حين قالت لرسولنا الكريم :« كلا و الله لن يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم و تحمل الكل و تكسب المعدوم، و تقري الضيف و تعين على نوائب الحق »

و يقول صاحب المقال: « و إن صدور قول مثل هذا من فم امرأة لكاف وحده في بعث روح الأمل في نفس الرجل. و إن بث السيد الأعظم شكواه لامرأته لبرهانا ساطعا على أن المرأة شريكة الرجل في الحياة.

و لكن النفوس الطاغية أشربت حب الأثرة، و جبلت على احتقار النفوس الضعيفة و غمط حقها ظلما و عدوانا »

و لكم أعجبني قوله: « و لست أدري و لا المنجم يدري إذا لم تتعلم المرأة صغيرة و لم تسمع الوعظ والارشاد كبيرة من يبلغها أن الدين الاسلامي جعلها راعية في بيت زوجها »ص6

و يختم المقال ب: « أن الذين يحاولون أن يحولوا بين المرأة و سماع الوعظ و الارشاد و التعلم يجادلون بغير بينة و لا هدى و لا كتاب منير، و الذي حدى بهم لذلك مغالطة الدهماء بإظهار الغلو في الدين مع أنهم أبعد الناس عن اتباع الدين. قال تعالى: { يخادعون الله و الذين آمنو و ما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون } » ( حمزة أبو كوشة الجزائر).ص6  

و قد قرأت من أمثال هذا الكثير، و أكتفي بالإشارة إلى بعض الصفحات:

فكم أعجبني ما نشر في عدد (14 الصادر بتاريخ: 10 أفريل1936) و تحت عنوان " آية من الكتاب " فبعد أن كتب: قال تعالى { و من آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنو إليها و جعل بينكم مودة و رحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون »

أضاف صاحب المقال: « إن الله خلق الانسان و جعل له من نفسه زوجا لتكون هذه الزوج أحب الأشياء عنده اذ لا شيء أعز للمرء من نفسه ثم أرشده لاكتساب محبتها و استجلاب عطفها بطريق الميل و السكون إليها »

ثم يقول: « إن الله قد أمرك بالسكون إلى زوجتك لتكون صفقتك رابحة و عيشتك هادئة و راحتك متواصلة و عاقبة أولادك محمودة، و معنى هذا السكون هو أن تصرف وجهتك إلى زوجتك، و تعيرها اهتمامك و تمنحها عطفك و احسانك و تعاملها باللين و الرأفة ما استطعت »(2)

و يأتي الرد في عدد (18 الصادر بتاريخ:8ماي 1936) ممن لقبت نفسها "الفتاة العدوية" و التي قالت في بداية ردها: « لم أتخرج من مدرسة و إنما تلقيت دروسا أولية عن والدي، و أخرى عن بعض الأساتذة قبل أن يحق علي الحجاب »

و تقول: « الزوجة كما يعلم كل واحد هي مديرة العالم الانساني و عليها يترتب التقدم و الانحطاط، و ذلك لكونها ربة المنازل، و سيدة المساكن من قصر باذخ يناطح برأسه الجوزاء إلى كوخ على جانب كبير من الفقر و رثاثة الحال » و بعد الاستشهاد بالآيات و الأحاديث تخلص إلى القول: « تلك هي المرأة التي ترفع شأن الانسانية و تعمل لتقدم الجنس البشري و السير به في سبيل الرقي و الكمال »(3)

و يأتي الجواب في العدد(20الصادر يوم 22ماي 1936) و يكتب صاحبه تحت عنوان "شكرا لك أيتها الفتاة"(4)

« إن للنساء قديما و حديثا شأنا و مكانة و قدرا، فإن يكن في الرجال علماء ففيهن العالمات، و إن يكن من الرجال أدباء فمنهن الأديبات، و إن يكن منهم المصلحون المرشدون فمنهن المصلحات المرشدات و إن يكن من بينهم كتاب مجيدون فلا يعز وجود الكاتبات المجيدات من بينهن » (5)

                                  

هوامش:

مجموعة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

( شوال 1354هـ-1355هـ/ ديسمبر 1935م- جانفي 1937م)

الصفحات: (1)- ص62

(2)- ص:110

(3)- ص143

(4)- ص161

(5)- ص161

قراءة 1593 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 31 أيار 2017 08:18