"لحظات التوتر هي اللحظات السارقة لكل جميل في حياة الإنسان"..
لهذا قررت أن أمنح التوتر والقلق إجازة طويلة...لا بد من إيجاد فسحة للقلب والعقل.. فأين تكون السعادة؟ هل هي بزيارة صديق أم بمحادثة عزيز أو أو أو...؟؟ في كثير من الأحيان نحتاج إلى صديق أو عزيز نحادثه.. عزيز يفهم صمتك قبل كلامك... قمة الألم أن تتشوه صورة من كان عزيزا عليك...عندما يتكلم عن نفسه وأنت تتمنى انك لو كنت أصما لا تسمع ما يقول..أو تعاني من زهايمر لتنسى ما قال.. عندما تتراقص الحروف أمامك مستفزة ذلك الشعور بالفرح اللحظي الذي حاولت أن تعيشه.. عندما تنهمر حروفه كالمطر الحمضي الحارق.. وأنت تصرخ.. أرجوك توقف أرجوك كفى.. أرجوك أرجوك أرجوك.. " لم تعد بي قدرة على تحمل المزيد.. نفس الحكاية تتكرر منذ طفولتي.. قلق سرمدي.. هل كتب لنا أن نتعفن طوال سنوات حياتنا دون أن ننتهي.. دون أن نتلاشى.. فقاعات في الهواء.. لماذا كل شيء حاضر هو قطعة من ماضٍ كئيب ولم يعد بأيدينا عمل أي شيء.. كم هي مرعبة جذور الماضي.. وكئيبة.. لا بد أن ننسى.. لا بد أن ننسى كل شيء"
قمة الألم أن تقف حائرا بين عقلك وقلبك.. العقل يصدق ما يسمع والقلب يرفض ذلك... كان بيتي يشبهني ... نوافذه مظللة معتمة لا تطلّ على أحد.. ولا أرى منها أحدا.. فقط سر كنت أخفيه خلفها.. أحزن عندما اكتشف نفسي متمرساً، متنكراً، داخل زاوية لا اعرفها، ولا أتذكر أني عبرتها ذات يوم.. صامتاً ظللت طوال سنوات عمري.. مأخوذا بإحساس غريب يدفعني إلى كتابة شيء ما.. بشوق غريب لورقة بيضاء لقلم وصمت أكثر عمقاً ... أحس بشيء يتحرك في أعماقي.. كلمات غامضة.. لها معناها الأوضح من الشمس.. لا اعرفها الآن.. لكنها وحدها التي أريد قولها .. كتابتها.. أحيانا نحتاج عزلة مع أنفسنا.. حياتنا أصبحت مزدحمة بلا معنى.. نلجأ للكتابة.. كم هي مخيفة الكتابة فهي تأخذ موعدا مع الأشياء التي لا نستطيع أن نواجهها أو نتعمق فيها.. فيتنمَّر الخوفُ اللئيم بالمبسم..
أهي الكآبة في دلالٍ؟ أم أنّ موتاً بارداً أعمى يعرّش في الظلال؟
الناس لا يحبون الصدمات المفاجئة، لكنني أفضلها على تلك البطيئة التي تستقطب حزني ببطء.. فالصفعة المباشرة أفضل بكثير من انتظارها!!إن صدمات الخذلان المتلاحقة تجعل الشعور لا يستجيب ولا يحفز.. صدمات الخيبة تجعل شيئا يموت في أرواحنا.. كما لو كنا ولدنا محبطين!!
كنت سأقول: لو ولو ولو ..لكن هذه الكلمة تفتك بكل خلية تسعى لنيل شيء!!
"إن اللحظات العظام ليست هي الأكثر صخبا، بل هي الأكثر سكونا"