"عمود السعادة العقل، و رأس العقل الاختيار" ابن حبان روضة العقلاء.
و للعقل علامات منها:
- يعرف الرجل بعقله، بأدبه في المجالس، و ما زال العقلاء ينتقدون الناس في المجالس، يعرف العاقل كيف يجلس و أين يجلس، و كيف يبدأ الكلام و متى يتكلم و متى ينصت، و متى يصمت.
- أيضا لا ينبغي للعاقل أن يذّل نفسه، يعرّض نفسه للهوان، أن يدخل في مكاسب تجعله عرضة لذم الناس، و لا يقف مواقف الشبهات.
- العقلاء يؤثرون ما ينبغي إيثاره على ما سواه، و يختارون ما ينبغي اختياره و هذا علامة العقل، فإنّ الذي لا يميّز بين الأقوال حسنها، و قبيحها ليس من أهل العقول الصحيحة قال تعالى(الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. أولئك الذين هداهم الله.) لأحسن الأخلاق و الأعمال (و أولئك هم ألوا الألباب) الزمر18، أي العقول الزاكية كما جاء في تفسير الشيخ السعدي رحمه الله.
و قال رحمه الله" أو الذي يميّز لكن لما غلبت شهوته على عقله، فبقي عقله تبعا لشهوته، فلم يؤثر الأحسن كان ناقص العقل."
و العاقل لا يغتّر بالأمور الموجودة عند الناس، و هي من الخير مثل المال، قد يوجد المال عند من هو ليس بعاقل، فلا تغتر بكثرة ماله، و قد يوجد الجاه عند من هو ليس بعاقل فلا تغتر بجاهه، و حتى العلم قد يوجد عند من هو ليس بعاقل لأّن العلم بالتعلم، قد يتعلم لكن قد لا يكون عنده عقل.
العقل قد يكون فطري و قد يكون مكتسب، و المكتسب ينميه الإنسان بالعلم، و قد صُنّف في ذلك كتب، كيف يكون الإنسان عاقلا ؟ يتعلم العقل، و التعلم قد يكون بالتلقي، و قد يكون بالمجالسة و المصاحبة، بالاقتداء بأهل العقول، و لهذا تجد أكثر الناس حكمة و فهما الذين يجالسون العلماء، و أقل الناس عقلا هم الذين يجالسون السفهاء.
لا ينبغي للعاقل أن يجيب عن كل فتنة حدثت، لا ينبغي لعاقل أن يقوده السفهاء و الصغار ( أي في العلم)، و يصبح كالألعوبة بأيديهم، يشّرقون به و يغرّبون، مرة يطلبون منه أن يمدح فلانا و مرة يطلبون منه أن يذم أخر، و يصحّح و يخطّئ و يصوّب، و إذا جمعت هذا الكلام تجد فيه تناقض لأنه لا يقوده علم و لا حكمة إنما هو طيش. على الإنسان أن يتعلم العقل أن يكون عاقلا.