من علامات محبة الله للعبد أن يسبل عليه الستر و لا يفضحه في العالمين بسبب سوء فعله و تصرفه، و هذا كان من دعاء الصالحين " اللهم استرنا فوق الأرض، و استرنا تحت الأرض، و استرنا يوم العرض "، و ما دام محافظا على أن يستر نفسه و لا يتبجح مكاشفا و مجاهرا بالمعصية و الخطيئة فإن الله تعالى سيديم عليه ستره و لا يكشف عورة عمله أبدا حتى ينقض العبد فينكشف " و ما ربك بظلام للعبيد ".

و إن أحداث غزة العزة التي تدور رحاها فوق أرض الكرامة بين جند الرحمان و جند الشيطان قد كشفت عوار كثير من الشخصيات و الهيئات و الجماعات و المنظمات و الدول.

لما ترى أن ممثلة ‫‏إسبانيا في ‫‏الاتحاد الأوروبي ‫‏ تيريزا رودريجيز ترتدي قميصاً يؤيد غزة و نخجل نحن أن نصدر موقفا مدافعا أو نقدم معونة لائقة أو عملا مشرفا فإن غزة كشفت المستور.

لما ترى أن أعضاء البرلمان التشيلى ، يعلنون تضامنهم مع غزة برفع شعارات التأييد و النصرة و الحمية بلا دافع يدفعهم إلا رؤية الأشلاء و الدماء الطاهرة فإن غزة كشفت المستور.

لما ترى أن أعضاء فريقنا الوطني – كما نقلت الصحافة الوطنية – تبرعوا بمكافآتهم لأطفال غزة ضحايا العزة و الشرف في حين نرى انتكاسة رسمية حينها نعلم أن غزة كشفت المستور.

لما ترى أن اللاعب الألماني : مسعود أوزيل يقدم ما لم يقدمه كل أصحاب الكروش و الكراسي العربية بأن ﺭﻓض ﻤﺼﺎﻓحة ﺍﺣﺪ أعضاء ﺍﻟﻔﻴﻔﺎ أثناء ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﻢ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻫبية
ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺪﺍﻋﻤﻴﻦ لإسرائيل، و ﺗﺒﺭﻉ بالمكافئة المالية المقدمة ﻣﻦ المستشارة ﺍلألمانية أنجيلا ميركل لأطفال ﻏﺰّة تعلم الآن أن غزة كشفت المستور.

لما ترى أن القناة الثانية الرسمية الصهيونية تعلن أن الإمارات العربية المتحدة - التي جمعت كل رجال الخيانة و الشر و المكيدة من محمد دحلان إلى أحمد شفيق - كانت على علم مسبق بالضربة الإسرائيلية حينها تدرك أن غزة كشفت المستور.

لما ترى المجرم الانقلابي عبد الفتاح السيسي يقدم مشروع اتفاقية تهدئة و كأنها مصاغة بأيدي اسرائيلية و تسارع الأنظمة العربية و منها نظامنا العتيد إلى الموافقة عليه و تبنيه تعلم أن غزة كشفت المستور.

و أخيرا و ليس آخرا...لما يشارك جيشنا المعظم المبجل القويّ - الذي كان نواته جيش التحرير الوطني من أذاق فرنسا صنوف العذاب و أذهب النوم من أعينها – لما يشارك في احتفالية العيد الوطني الفرنسي في الشانزيليزيه 14 جويلية المنصرم بعدد من الجنود الجزائريين و يوسف يوسفي وزير الطاقة، هذه الاحتفالية التي أهدتها سفارة فرنسا في تل أبيب إلى " سكان جنوب إسرائيل الذين يواجهون صواريخ غزة الإرهابية "، لما يحدث كل هذا دون أن نحدث أيّ فعل و كأننا جواري لدى الفرنسيس نطيع السادة و ننقاد للأوامر...حين يحدث هذا فاعلموا حقا أن غزة كشفت و تكشف و ستكشف المستور.