نم قرير العين ، يا ابن الجزائر الولادة .. فأنت حي لم تمت .. يا ابن من صنعوا أشرف تاريخ، سطرته
بيراعك ، و رسمته بأحرف من نور.. مضيت غر هياب، تجلي الغبار عن صفحات المجد و الشموخ ..
التي طالما أشرقت بهذه الأرض الطيبة ، جيلا تلو الجيل..
نم قرير العين ، يا أبن الأحرار.. أولئك الذين قاموا بـأعظم الثورات .. ليلهموا الشعوب حب الحرية،
و رفض الظلم و الإستعباد .
نم قرير العين، فبالأمس كان الورق و القلم، رفيقيك في جدك و هزلك ، تصول بهما و تجول .. شعارك
دوما حب الجزائر .
أما اليوم .. فيبكيك اليراع و الورق، و تحن إليك صفحات الكتب و المجلدات، بل و رفوف المكاتب،
عند الوراقين و في الجامعات .. فمن ذا يؤنس وحشتها في زمن الحاسوب و الإيباد ؟ فيا لغربتها و يا
لإنقطاعها بعدك.
يا شيخ المؤرخين .. رأيتك في الثمانينيات القرن الماضي، في جامعة الأمير بقسنطينة، و كنت يومها
طالبة هناك. لقد حاول البعض إستمالتك، ليحقق بك أهواء نفسه في التحزب، إلا أنك بشموخك و عزة
نفسك ترفعت و تعاليت .. و كنت عصيا عن كل ذلك. لقد وقعت و أثبت، أن انتماءك لن يكون إلا
للجزائر .. كل الجزائر.
رأيتك يومها .. و قد ألبسك الله هيبة العلم، و وقار العلماء، تمشي على الأرض هونا، حلتك السكينة، و شعارك التفاني و الإتقان.
نم قرير العين، يا سليل الكبار، و يا إبن الأكرمين، فقد رصعت مكتباتنا بجواهر كتبك. ففاح منها
عبق تاريخنا المعطر بالإيمان و التقوى، و بالأخوة و الإنتماء .. فنحن أبناء شعب عظيم .. صهر التاريخ
بأحداثه الجسام جذورنا، فكلنا واحد و العزة عندنا.. دوما لله ثم الوطن.. .
نم قرير العين سعد الله ..هاني البال .. في مقعد صدق .. فقد أضفت أعمارا إلى أعمارنا، وقد طوقت
الجزائر كما طوقتك المجد، مجد الدهر طوق الحمام ...
قال تعالي ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا) سورة الأحزاب، الآية 23 .