هل تصدق أن ابن الرابعة عشر يصلح بين أبويه و يغير رأيها من الانفصال و الطلاق [ ] إلى حياة طيبة و رغدة؟
هل تثق بالمراهق في إصلاح ذات البين؟
هل جربت أن توظف إمكانيات أبنائك للإصلاح الأسري؟
اسمع هذا الموقف:
جاء شاب في ليلة و هو يعتصر ألما بسبب سماعه لخبر انفصال والديه بعد أن تحاورا و اتفقا على قرار الطلاق. كانت عينه دامعة. و من يلومه و قد تهدمت في عينه أصول قصره, و قلعة حياته؟ و لكن بحث عن النصيحة فلما وجه لي سؤاله -و إن كان بصيغة شكوى و فضفضة عن حاله- إلا أننا معا اتخذنا قرارا بمحاولة الإصلاح بينهما. و السؤال الذي يطرح نفسه هل من الممكن لهذا الصغير أن يكون له دور في الإصلاح؟ هل سيسمعان له؟
هل سينجح في المحاولة...؟ نعم من الممكن.. و كل شيء وارد في هذه الأيام لأن الجهد و الأسباب يفعلها الله عز و جل إن صدقت النوايا و خاصة في موضوع إصلاح ذات البين فهو عبادة كما بين الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم عندما كان مع أصحابه فوجه لهم سؤالاً فقال: "ألا أدلكم على ما هو أفضل من الصلاة و الصوم و الصدقة [ ] (يقصد النافلة) قالوا بلى يا رسول الله: فقال: إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر و لكن تحلق الدين" أو كما قال الحبيب صلى الله عليه و سلم. فخضنا التجربة و استغراقنا مدة لا تقل عن أربعة أشهر و الشاب يتردد بيني و بين أبويه حتى تمكن بفضل الله تعالى أن يعيد البسمة و القبول و السعادة [ ] إلى بيت أهله.. دكتور لقد تصالحا.. تصالحا!! مبروك يا بني لقد انتصر الحق و زهق الباطل و هو نشاط إبليس و شياطينه.
لقد استطعنا معاً أنا و الشاب المراهق أن نخذل الشيطان [ ] بعون الله تعالى و رعايته و نعيد لهذا البيت و الصرح الصغير كيانه و استقراره و الدور و البطولة كانت بتيسير الله لمراهق.. نعم مراهق.
هل يستطيع كل مراهق أو مراهقة القيام بهذا الدور؟
نعم بعد أن يمر بهذه المراحل من الاعداد فيهيأ ليكون مشاركاً أسرياً و هي كالتالي:
1- القرب من الله عز و جل بالطاعة و العبادة خاصة بالمشاركة من قبل ولى الأمر كأن يذهب إلى المسجد سوياً، يصلي الليل سوياً، نتصدق سوياً ، و هكذا.
2- ثقة ولي الأمر و حسن ظنه بأبنائه و إعطائهم الفرصة للمشاركة في أحوال و متغيرات الأسرة و هذا يأتي من خلال الإحساس بأنهم يفهمون الأحوال و الأحداث المحيطة و التفوه علناً بأننا نثق بهم.
3- إطلاع الأبناء على أحوال الأسرة و مشاكلها و لو بصورة مختصرة من خسارة المال، ربح المال، الخلاف الجاد المؤثر بين الزوجين أو أحد الأبناء.
4- التدريب المسبق على حل المشكلات لو حدثت سواء من خلال الحوار المباشر أو غير المباشر مثل القصص و تجارب الآخرين.
و أفضل سؤال: ماذا نفعل لو حدث كذا و كذا..
5- أشركه في حل بعض المشكلات الصغيرة التي تحدث في الأسرة بين الأبناء أو الإخوة أو بين أحد الأبوين و الإخوة كأن يتدخل لتأديب أحد الإخوة إذا رفع صوته أمام والده.. "عيب يا محمد لا ترفع صوتك أمام أبيك .. يا والدي اتركه علي أنا أفهمه و يبعد أخاه عن ضرب والده و تعنيفه ثم يوجهه كيف يعتذر و يتأدب مع والده حتى يهدأ الأمر و الموقف.
أخيراً .. يسمح للإبن المعد مسبقاً أن يشارك في حل مشاكل الأسرة فعلياً خاصة إذا عجز الأبوان عن مواجهة مشاكلهما و لم تتوافر لهما فرصة الإصلاح فيكون الأمر بمشاركة الأبناء و هذا أمر مشروع و لا بأس به فبإذن الله يعيد للأسرة سعادتها و يعد الأبناء لمواجهة مواقف و مشاكل مستقبلية إن حدثت.
وا لله أسأل دوام الصلاح و الإصلاح لنا و لهم.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
المصدر: