أيها الزوج هل تعلم معنى اسم الله الودود؟ أي المحبوب في قلوب أوليائه، أحب أولياءه و أحبوه، و الله إذا أحب عبدا أعلن ذلك في الملأ الأعلى نادى جبريل: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السموات: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السموات..أو كما قال صلى الله عليه و سلم و الحديث في السلسلة الصحيحة، و كما علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه إذا أحبّ أحدنا الآخر أن يعلن له ذلك الحب له و يخبره به و هناك فرق بين الحب و الود، فالحب أن تشعر بهذا الإحساس في أعماقك و الود هو أن تعبر عن هذا الشعور بجوارحك لمن تحب، فكما تكون أيها الزوج يكون معك الله إذا كنت رحيما رحمك الله، و إذا كنت كريما أكرمك الله، و إذا كنت متسامحا سامحك الله، و إذا كنت ودودا مع غيرك يكون الله معك و أود أن أصحح مفهوما ساد عندكم معشر الأزواج، و هذا مفهوم دمّر الكثير من الأسر و نشر الرذيلة و أشعل الفتن مفهوم بسيط جر إلى عواقب وخيمة و هذا المفهوم هو تغييب كلمة "أحبك" أو عدم التعبير عن الحب الذي يعتبره جل الأزواج كلاما معسولا غير نافع بعد الزواج، سألت إحدى الزوجات زوجها: لماذا لا تسمعني عذب الكلام و رقة الإحساس؟
فأجابها على الفور:و هل رأيت صيادا يطعم سمكته بعد اصطيادها؟ لعلها هموم الحياة و قوة المسؤولية التي ترغم على السكوت و التعبير عن المشاعر فهل يعذرون لهذا السبب؟ كلا و ألف كلا و الدليل على ذلك قول سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما:"إن لربط عليك حقا، و لنفسك عليك حقا، و لأهلك عليك حقا، فاعط كل ذي حق حقه".
فأقره على ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم، فالزوج الذي لا يولي مشاعر زوجته أي اهتمام يستعمل اللامبالاة لا يمكنه بأي صفة من الصفات أن يكسب ودها و احترامها و إذا توفرت باقي الصفات الحميدة و فاض جيبه بالمال و الجواهر فإنه يبقى بجموده العاطفي و تبلد أحاسيسه ناقصا و لم يوف حق زوجته و لم يؤد ما عليه من المعروف الذي جعله الله واجبا عليه.