قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 21 May 2015 11:42

هل يمكن لقضائنا أن يضع حدا للفساد...؟

Written by  الأستاذ محمد العلمي السائحي
Rate this item
(0 votes)

لا خلاف على أن الفساد من أسوأ ما يلحق الدول و المجتمعات بشكل عام، سواء أكان فسادا ماليا أو إداريا أو أخلاقيا، لكونه يتسبب في تعطيل جهود الإنماء و التطوير التي تبذلها الدول للنهوض بشعوبها، و تيسير أسباب الحياة الكريمة لها، بل إن الفساد قد يرتد سلبا على الطبيعة ذاتها، فيفضي إلى اختلالات بيئية تهدد حياة الكائنات التي تعيش على هذه البسيطة، و لذلك نهى الله عنه و حذر منه فقال تعالى:" و لا تفسدوا في الأرض " و قال:" و الله لا يحب الفساد" و قضا بضرورة معاقبة المفسدين و تشديد العقوبة عليهم فقال سبحانه:" إنما جزاء الذين يسعون في الأرض فسادا أن تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو يصلبون أو يقتلون أو ينفون من الأرض".

و ذلك راجع إلى أن الفساد كالجرثوم القاتل، إذا لم يواجه في بدايته بحزم و صرامة تمكن من المجتمع و استحال بعد ذلك تخليصه منه، و راح ينخر فيه حتى يأتي عليه تماما كالمرض الخبيث الذي لا تجدي معه العلاجات إلا في بداياته، و من هنا كانت الحاجة إلى الصرامة و التشديد عليه، و مواجهة الفساد تتطلب التمكين للقيم الفاضلة النبيلة التي تجعل الفرد يربأ بنفسه عن الفساد و ماله علاقة به من قريب أو بعيد، و هذا من شأن التربية و التعليم، و تستدعي محاربة الفساد الكشف عن المفسدين، و هذا يحتاج إلى جهاز رقابي فعال و مختص، يتولى رصد مظاهر الفساد و مواقعه و تعيين المسؤولين عنه، كما تقتضي محاربة الفساد الضرب على أيدي المفسدين بقوة ليعتبر من تحدثه به نفسه بالإفساد بمآلهم و ما انتهوا إليه من مصير غير محمود، و هناك أجهزة أخرى تلعب دورا مكملا في محاربة الفساد كوزارة العمل و وزارة الثقافة، إلا أن القضاء يعد القوة الضاربة في محاربة الفساد و لذلك أرى أن على القضاء الجزائري أن يضطلع بدوره اليوم في محاربة الفساد، و أن يتحمل مسؤوليته في ذلك كاملة، فإذا تمكن القضاء من الضرب على أيدي المفسدين مهما كان انتماؤهم و مناصبهم و مسؤولياتهم في الدولة و المجتمع، فإنه بذلك يكون قد وقّع على شهادة ميلاد جزائر جديدة، جزائر تؤمن بأن هناك جهازا يقف بالمرصاد لكل من يروم العبث بالمال العام، أو الإضرار بالصالح العام، بمعنى أن تجديد ثقة الشعب بالدولة، متوقفة إلى حد كبير على مدى قدرة القضاء على التصدي للمفسدين، و نجاحه في ذلك هو الذي سيجعل آمال الشعب في هذه الدولة تنتعش من جديد، فهل يا ترى يتمكن قضاؤنا من حسم مسألة الفساد هذه بالشكل الذي يعيد وصل الجسور بين الدولة و الشعب...؟

ذلك ما نأمله و نتطلع إليه.     

Read 1551 times Last modified on Monday, 03 August 2015 18:07

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab