الأرضُ تحتاجُ لأكثرَ من شمسٍ و ماءِ
الأرضُ تحتاجُ لمنْ يسكنها
يعمّرها .. و يزرعُ قلبَه فيها
مع البذر ِ..
و يجري ماؤها
مع دمِهِ
و يتبادلُ أنفاسهُ
مع أنفاسِ الشجرِ و العشبِ
الوطنُ .. ليس الترابَ
بلْ ما زرعناهُ فيه من حبٍ
و ما أنبتنا فيه من ثمرٍ و ودٍ
الجنسيةَ ليست بطولِ الإقامةِ
و الإنتماءَ ليسَ ختمٌ على شهادةٍ
و لكن بالبناءِ و العمارة
فالطيرُ تستأذنُ الشتاءَ بالغيابِ
و تبني أعشاشَها
و تؤدي القسمَ جماعاتٍ
و توفي بالوعدِ
و تعودُ .. لما بنتْ
تحتفلُ بالعودةِ و الإيابِ
و الوطنَ ليسَ مقامٌ يحلو
و لا سعةَ عيشٍ و إن طابَ
الوطنُ .. أنا و أنتَ
و أهلي و جيرتي
و قومي و عشيرتي
في الوطنِ
متسعٌ للغرباءِ و الأحبابِ
الوطنُ بيوتٌ نعبدُ فيها الله
ليسَ علينا غيرَه رقيبُ
الوطنُ قلبٌ فيه حبٍ و مغفرةٍ
فيه رحمة ..
حينَ العسرِ و الميسرةِ
الوطنُ أطفالٌ يلعبون
قهقهاتهم تشفي المكلومَ
و شبابٌ يرسمون أحلامهمُ مع الشمسِ
و يسرون أمانيهمُ للنجومِ
طريقهم مع كلِ صبحٍ واضحٍ و معلومِ
لا يتغيرْ مع الطقسِ
و لا مع الفصولِ
و كبارُ قومٍ يراقبون المداراتِ
و مساراتِ النجومِ
يحرسون الكرمَ و الدومَ
و يتأكدون من حقِ القومِ
في راحةِ البالِ و النومِ
الوطنُ في ذراعيين
مفتوحتين للسماءِ قبلَ النومِ
بطلبٍ للغفرانِ للخطائيين
و دعاءٍ للمرضى و الفرجِ للمكروبين
الوطنُ قلبٌ كلهُ حبُ و حبٌ و حبُ
إبحثْ عن الحبِ في قلبكِ
فانْ لمْ تجدهُ
فليسَ لكَ وطنٌ و .. لا تستحقهْ.