يا قدسُ
يا سيدةُ المدائنِ
يا ولَّادةَ الحرائرِ
و كلُ المدنِ دونك إماء
فيك أُسودٌ
لم تُحفْ شواربهمُ
و لم تُقلعْ أنيابهم
و لم تُشذبْ مخالبهم
يا قدسُ يا عرينُ
و آخرُ عرينٍ باقٍ
لا يشترى و لا يباعْ
يا قدسُ و فيكِ منْ يكفيكِ
فيكِ منْ غزلَ السجادَ للمصلين
و خبزَ الكعكَ للصائمين
و فيكِ الرباط
فيك راياتٌ مرفوعةٌ
لم يلحقها دنسٌ
يا سيدتي
يا دائمةَ الوصلِ
يا حبيبةَ السماءِ
يا معشوقةَ مرجِ الزيتونِ
يا معطرةَ الأكنافِ
بالزعترِ و الحنونِ
يا لحنَ الحمامِ الحزينِ
و يا معزوفةَ البلابلِ و العصافير
يا وصلاً غيرَ مقطوعٍ
للثرى بالثرى
العالقِ بجباه ِالمصليين
الذين لم يشغلهمْ
ُبيعٌ و لا تجارة
و حفظوكِ عبرَ السنينِ
زقاقاً زقاقاً
و حارةً حارة
و كلُ زواركِ أهلُ
و الأسماءُ فيكِ محفوظةٌ
و الألقابُ مطبوعةٌ
على جدرانكِ العتيقةِ
يا سيدتي
يا قبلةَ القلوبِ
لا حزنٌ يسكنكِ و لا دمعُ
إلا لتائبٍ عن الذنوبِ
يا قدسُ يا فرحٌ دائمُ
و فرجٌ قادم
و آذانٌ للصلاةِ
للأبدِ قائم
يا قدسُ يا عصيةٌ
على كلِ جبارٍ ظالم.