الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه و من اهتدى بهداه
و بعد :
فمعذرة ضيفنا الكريم , العزيز, الغالي , إذا شكوت لك ,, ففتحتُ لك لــُبِّي , و كشفت لك عمّا يختلج في قلبي , من أسفٍ وتأسّفٍ على تفريط الغافلات و الغافلين و إفراط المغفلات و المغفلين ...
آه – ضيفنا العزيز – نعم .. تفريط أهل الغفلة فيك و في أيامك الثمينة , و إفراط أهل المنوعات المُشـَكـّـَلات من المأكولات و المشروبات و الحلويات و...إلخ ...و القائمة طويلة .
فلا تحرجني بالسؤال عنهم و عن أحوالهم و أخبارهم – عزيزي -
لأنك إذا سألتني – بداية - عن مُستـَهـَلِّ يومهم , أقصد صلاة فجرهم , أخجلتني بالجواب , الذي يستحقون به العتاب بل العقاب, فكيف أحدثك – ضيفي العزيز – عن نومهم قبل الفجر بنصف ساعة و قيامهم بعد الظهر أو العصر بساعة ؟ و كأنهم مرضى فقدان المناعة... ؟
وإذا سألتني عن أحوالهم - سائر اليوم - مع صلاة ربّهم , أفحمتني , و ليتك ما كلمتني , فمنهم من لا... بكل ما تحمله لا من معاني , فهل يستحقون - بعد ذهابك عنهم - يوم العيد القـُبـَلَ و التهاني ؟ و هم مسلمون بالأماني ؟ كيف لا ؟ و قد استبدلوا صلاة التراويح بسهرات الموسيقى و الأغاني ... ؟
و إذا سألتني عن فـُـجـّارهم – عفوا – أقصد تجّارهم , فهم رُوّاد الفرص النفيسة , للانقضاض على الفريسة , بداية باللحم و الدجاج و انتهاء بالحشيش و الهريسة .و لِـمَ لا ؟ و قد أيقنوا أنّ القوم أصبحوا لا يفرّقون بين شهية شربة لحم الضان , و لذة صوم شهر رمضان , و دليل ذلك أنهم ينفقون على الأطعمة في شهر القرآن , أضعاف ما ينفقونه في سائر شهور الرحمن ...
و إذا سألتني عن أحوال غضبهم بسبب جوعهم و عطشهم – أقصد صومهم - ... و سبّ ربّك و ربّهم و غض أبصارهن و أبصارهم , فالحقّ و الحقّ أقول - و بدون سجع - : ( لا يشرفني الانتساب إليهم بل شعاري :البراءة منهم)
و إذا سألتني عن نسائهم و هل يَجتهِدن فيك خاصة في ليالي العشر و تحرّي ليلة القــَدر ؟ فأقول : نعم – و ألف نعم - إنهن يُّحَضِّرنَ لليلة القِدر( بقاف مكسورة ) و التلذذ بالتـّسوّق و النوم في الخِدر, ثم يتذرّعن - بعد ذلك - بالعُذر...
فانظر – يا أغلى الضيوف - هل يستحق مثل أولئك الوقوف , معنا في الصفوف , لنيل شهادة التقوى , من الله المولى , أم نحن بها أولى ؟ قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
و ختاما أقول : إنّ قصتهم – بلا شك - طويلة , و بما أنني جعلتها للدّعوة وسيلة , فإنّ في اختصارها - بهذا الشكل - فضيلة.
إمام وخطيب بالجزائر العاصمة
ملحوظة :
قد يقول بعض القراء الأفاضل : ( لقد عمّمتَ الحكمَ – سيدي - و بذلك صرت من المقنطين , فليس كلّ الناس - كما ذكرت – غافلين ... ) فأقول : ( صحيح –أعزاءنا القراء - , و لكنني قصدت به شريحة معينة من الناس فقط , و إلاّ فإن كثيرا من الناس – ولله الحمد – يعرفون قدر هذا الضيف العزيز الغالي , رمضان المعظم , أعاده الله علينا وعلى الجزائر و كلّ الأمة الإسلامية بالأمن والأمان والوئام ... آميـــن . )
Comments
أستاذي الكريم، لقد وضعت يدك عما يعانيه شهر رمصان مع قوم نسوا ربهم فأنساهم أنفسهم ..
بارك الله فيك أستاذنا
RSS feed for comments to this post