لطالما أراد أن يختفي، أن يكون شفافًا، ما وراء الأحلام.
إلى أيّ حد من اللَّهفةِ تركُضُ خلفَ صمتكَ يا هذا، و لا تجني منه سوى الانتظار؟
أن تحظى بشخص تواجه فيه عالم بأكمله و تضعهُ في عين الحزن و ينتصر، أمر يوازي سوء العالم.
أريدُ أن أفتح نافذةً في كل جدار.. أريدُ أن أضع جدارًا في وجهِ من يغلقون النوافذ؟!!
ما المنطق في أن أركض وراء الذاكرة، و هي شاردة تسعى إلى الهروب من نفسها، شعثاء، مُعَفّرة، مُروَّعة، مسكونة بِهول ما رأت؟ ركضهم طلبًا لحياة أكثر ثراء و نحن نتمنى حياة أكثر بساطة؟!
نلجأ للكتابة، أليست الكتابة بوح صامت، وجع لا صوت له، لكننا ننفضح دومًا به.. طالما هي كذلك إذن " دعنا نتنفس نصا أدبي "
قال أحدهم: "قد يكون ما نكتبه حقيقة عشناها في أحلامنا قبل أوانها، و يحدث أن تكون أحلامنا مثالية بدرجة كبيرة نعبر عنها بكلمات نصوص محشوة بكثير من المشاعر، و قد تطول رحلة البحث عن ذلك الطيف الذي كان يزور أحلامنا و يرحل دون أن نكون له صورة واضحة.. ترى هل سنكتفي بابتسامة رضا أن من نبحث عنه موجود في عالمنا".
أَحياَنا و نحن نكتب، و نحن في قَمةَ الأَلم نُمَارس بَعضَ الامُور " الجَنونَيِة ".. لَيسَ للَفت الانتباه و لَكن لنَشعر بأَنناَ فَي قمَة السَعادَة " الَوهمية "!!
من نحن؟
ألسنا نحن أرواحُنا، أما أجسامنا فهي النافذة التي نطل من خلالها على العالم المادي...؟
و الحقيقة، أن الأرض تحبنا لأنها أمنا خرجنا منها، تريدنا دائمًا بالقرب منها، تصر على ذلك القرب حتى أنها تجتذبنا دائماً، يستمر ذلك الاجتذاب حتى تحتضننا في النهاية في باطنها!
الخيال و الحقيقة موجودان، الفرق بينهما في البعد عنا.. كما أن الإرادة و الفعل كالدعاء و الحدث، كلاهما طلب من الله و استجابة منه.. و لكن أين نحن منهما؟ نحن نعلم القليل و نعرف الأقل و لا نفهم شيئا! أليس المقصود بالفهم هو الكيفية الحقيقة؟
حياة بعض الناس مجموعة من التفاصيل الصغيرة و المهملة: كلمه طيبة، رفة عين، انتظار بلهفة.. لمسة
حنين، يجمعون هذه التفاصيل في مكان عميق من أرواحهم و ذاكرتهم، يكدسونه تفصيل فوق تفصيل، يحتفظون بالجميل و الإنساني و يرمون بكل ماعدا ذلك إلى سلة مهملاتهم.. لا يفكرون بالإساءة، و قادرون على غفران الخطأ، لا يرون في الكائن البشري الا مجموعة أخرى من التفاصيل الصغيرة، و أن كل شيء له وقت محدد للابتداء، و للانتهاء ... لا تستمر الأمور دوماً كما بدأت ... و لا تنتهي غالباً كما ... نحلم.........هكذا أنا، فكيف أنتم؟