(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Friday, 04 November 2022 16:44

أي أسلحة في وجه الفساد ؟

Written by  عفاف عنيبة

مشكلتنا مع الفساد تتطلب طول نفس و قوة صبر و شكيمة و لا تسامح مع من ثبتت عليه التهم و أولي مظاهر الفساد الذي عم الإدارة، المحاباة. لازلنا إلي حد الساعة أمام معضلة تطويق ظاهرة غير صحية لغمت فرص الملايين...لا يعين الشخص وفق كفاءته و أهليته لمنصب ما...حسابات القرب و القرابة و مرسول من فلان و بتوصية من فلان و هكذا تبوأ رديئين مناصب عمل ليسوا جديرين بها علي الإطلاق...

خربت قطاعات كاملة من جراء مزاج المسؤول المناطة به مهمة التعيين، يمنع الدستور الجهوية و العروشية و في الممارسة نجد بعض المسؤولين أول خطوة يقومون بها عند تسلمهم للمهام، تقريب منهم من يثقون به من الأقرباء و أبناء المنطقة دون أدني مراعاة لعنصر الكفاءة. 

و مثل هذه المحاباة، المدخل المثالي لإستغلال النفوذ في غير محلها و الإستيلاء علي المناقصات و الأموال العمومية و النهب المنظم، الفيلا بإسم فلان و الشركة بإسم زوجة فلان و الحسابات البنكية في الملاذ الآمن و طبعا مصالح الناس في مهب الريح...

القوانين المجرمة للفساد في نظري غير كافية و غير رادعة، قطع اليد أفضل بكثير من سجن 15 سنة ...و هل القوانين لوحدها كافية إن وقع التمييز بين فاسد و آخر ؟

و هل المنظومة القانونية قادرة علي محاربة كل أوجه الفساد؟

في رأي المتواضع دائما، الجواب : لا.

خلف الفساد منظومة فكرية و إجتماعية تبيح الفساد بل تشجعه و تعارض السلوك السليم و المستقيم. و ما يتوجب علينا إيلاءه الأهمية القصوي، توفير مناخ الإستقامة الأخلاقية و المتابعة اليقظة لكل تصرف و فعل  مخالف للقانون و مواد الدستور. و مثل هذه المهمة الإضطلاع بها يقع علي كاهل جميع الفاعلين من الأسرة إلي الإمام و المعلم و المسؤول و المنتخب و الإعلامي ...

ليست عملية هينة إجتثاث الفساد من واقعنا، علينا بإقتلاعه من الذهنيات و السلوكات التي تغذت علي الحرام لعقود طويلة و تطبيق شرع الله بتنفيذ حد السرقة الا و هو قطع اليد السارقة. و هذا سيستغرق وقت، جهد و عمل حثيث و قدر كبير من الشجاعة السياسية التي نود رؤيتها فعليا في الميدان...و للأسف لا وجود لهذه الشجاعة السياسية في بلادنا و بلاد المسلمين.

 

Read 619 times Last modified on Monday, 23 January 2023 16:58