(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Friday, 04 November 2022 17:57

لغة الإعتذار

Written by  عفاف عنيبة

لا شيء يساوي رجاحة العقل و العاقل لا يري بأس في الإعتذار عند سوء التصرف أو الخطأ و أكثر المواقف تشنجا، تشبث كل أحد بموقفه رافضا الإعتذار أو التراجع.

كم من بيت خرب و كم زواج إنتهي إلي طلاق بائن و كم  من شجار إنتهي بجريمة قتل و من خصومة تطورت إلي خلاف دامي و كم و كم...

حث ديننا الحنيف علي العفو و التسامح و عدم حمل الضغينة و تلويث القلب بالحقد لكن بين قيم الإسلام و خلق الرسول محمد عليه أفضل الصلاة و السلام و بين ناس هذا الزمان مسافة كبيرة جدا. لا الرجل و لا المرأة في مجتمعاتنا تعلموا الإعتراف بالخطأ و نهج سبل الحوار و التنازل من الطرفين. إجتماعيا و علي كل الأصعدة، نحن نتكبد خسائر و نسجل تدهور مريع علي مستوي العلاقات الإنسانية و الإجتماعية و السياسية و هذا كله بسبب تعنت و تصلب المواقف و الجحود و آفة الكبر.

ماذا جنينا من تشدد و تعالي و عدم الإعتراف بالخطأ أو سوء التقدير ؟ سوي مزيد من الإنحدار و القطيعة و نكران الجميل. المتأمل في نوعية العلاقات، أول ما سيلفت إنتباهه، كم من المغالطات و سوء الفهم و الخلافات حول مسائل لا تستحق ربع كلمة، ما بالكم بالشجار ؟

هل إسودت القلوب إلي هذه الدرجة  ؟ أصبح من يعتذر ينعت بأنه ضعيف !! كل الموازين إنقلبت رأسا علي عقب بمقتضي منطق "أنا وحدي علي حق".

ترانا نفتقد  الكثير من قواعد المعاملة المؤدبة مثل حديث سيد الخلق محمد عليه الصلاة و السلام عن عائشة رضوان الله عليها و رواه مسلم  (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه و لا ينزع من شيء إلا شانه). حديث الناس كأنه مبارزة، و قد لاحظت أمر مؤذي في ابناء بلدي، إنهم لا يتحدثون مع بعضهم البعض إنما يصرخون بأعلي أصواتهم و يا للعجب.

متي يدرك رجالنا و نساءنا ان الإعتذار يجملهم و يهون الكثير من العقبات و يفتح صفحة جديدة في تعاملاتهم مع بعضهم البعض ؟

متي ندرك قيمة المراجعة الذاتية لسلوكاتنا لعلنا نصلح ما فاتنا  و نتبع نهج الإحسان عوض التباغض ؟

متي نفهم بأن الخطأ قابل للإصلاح و الذنب و المعصية تموحهما التوبة الصادقة ؟

متي نعي ضرورة بناء علاقاتنا مع بعضنا البعض علي أسس سليمة تبني و لا تهدم، تقرب و لا تبعد تؤلف و لا تفرق توحد و لا تشتت ؟

Read 537 times Last modified on Monday, 23 January 2023 16:56