(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 14 كانون2/يناير 2023 18:51

حرق القرآن الكريم ...و منظومتنا الفكرية الغير الصالحة

كتبه  عفاف عنيبة

كل العالم الإسلامي و ليس فقط منطقة المغرب الكبير أنظمتها السياسية و الإقتصادية و الثقافية مبنية علي منظومة فكرية فاسدة.

ما دام الإلهي و ما شرعه الله عبر كتب ثلاث سماوية و آخرها الصحيح القرآن الكريم مرفوض جملة و تفصيلا أو جزءيا من سلط التشريع في كل هذه الرقعة الواسعة، فكيف سينهض المسلمين من كبوتهم التي طال مداها ؟

أصبح الفرد و الجماعة المسلمين يأذون أنفسهم و بقية أمم الأرض...هل كانوا سيجرأون علي حرق القرآن الكريم في ستوكهلم السويد إن كان المسلمون يفكرون و يسوسون شؤونهم بمنطق الأمة الواحدة المنتمية لدين واحد و شريعة واحدة مطبقة و محسوسة في واقعهم ؟

طبعا لا...

يتغني التركي و الفارسي بجذورهما القومية...و  العربي علي شاكلتهما و الأمازيغي نفس الشيء و لا أدري كيف يحتفل بعام يناير الوثني في الجزائر ؟ هل إستشارت السلطة الجزائرية علماء الإسلام في هذا الأمر أم تجاوزتهم و تجاهلتهم كما لازالت تفعل ذلك منذ 1962 إلي يومنا هذا ؟

أين هو المجلس الأعلي الإسلامي من بناء صنم ماسينيسا و يوغرطة و الكاهنة المشركين في الجزائر العاصمة و تيزي وزو و بغاي ؟

كيف يسكت علماء الإسلام في الجزائر عن عودة الأوثان إلي أراضينا و الإحتفاء بها و الثناء عليها ؟

المنظومة الفكرية التي أنتجها نظام التجزئة العربي و الإسلامي في طول و عرض عالمنا إنجر عنها إنحطاط رهيب علي عدة مستويات :

-1 مستوي المواطن البسيط أي العوام، هم يعيشون معيشة الدواب، لا هم لهم سوي سد إحتياجاتهم الفيزيائية و لا نجد فيهم و لو شرارة صغيرة من الوعي الحضاري و تقوي الله ...

-2 مستوي النخبة و هي تنقسم إلي نخبة حاكمة و أخري تتظاهر بذلك و تفكيرها أحط من تفكير البهائم يناصبون العداء لكل ما هو سماوي ...و يلهجون بألف إله و إله، إله المادة و الجنس و و و و العياذ بالله...

-3 مستوي نخبة علماء دين و هم بدورهم أصناف و مستويات منهم من باع نفسه للسلطة السياسية و حول أي قرار يصدر عنها كأنه صادر عن سلطة معصومة عصمة الأنبياء... و منهم من حول علمه الديني إلي بضاعة تباع و تشتري عبر صفحات الفيسبوك و اليوتوب و اللايكات ...و صنف كلما ينطق بكلمة حق يجد فوهة مدفع تحوله إلي ركام أو تحيله علي السجن و صنف ....النتيجة أصبح الدين بضاعة كاسدة علي حد قول أعداءه التقليديين...

فكيف نستعيد دورنا الحضاري و نحن علي هذا الهزال و الخذلان و الإعراض عن الحق ؟

 أدمغة أمريكا منشغلون بتلاشي الدين و فراغ الكنائس و طغيان التيار اللاديني و هم متشاءمون بالنظر إلي مستقبل أمة لا يعمر قلوب اهلها رحمة الدين و سماحته...

و نحن الدين القويم و الصحيح بين أيدينا لكننا معرضون إعراض إجرامي و هذا أقل ما نوصف به الوضع القائم...إن لم نفكر بضمير أمة محمد عليه الصلاة و السلام و نكف من التشبث بالهوية القطرية الضيقة لن نفلح و لن ننهض...

ماذا عساه يفعل بجزائريتنا الله عز و جل يوم القيامة...و لماذا سيأبه تعالي بمصرية و عراقية الفرد  ؟

سنسئل عما فعلنا بديننا و عن عبادتنا له ؟ هذا هو السؤال الأهم...إن لم نصلح المنظومة الفكرية و إن لم نقوم إعوجاجها، فلا شيء سيستقيم في حياة الفرد و الجماعة لأن هذه الدنيا و هذه البلاد و هذه الأمة مرتبطون بحبل من السماء...

كل شيء يقرره تعالي من سابع سماء و ليس في وسع احد الإعتراض علي إرادته و مشيئته العليا...

قراءة 475 مرات آخر تعديل على السبت, 13 كانون2/يناير 2024 18:39