كانت أنوشكا في زيارة لدونيتسك في جمهورية دونباس المستقلة عن أوكرانيا. كانت تمشي علي طول ضفة نهر كلميوس، تنتظر إتصال زوجها من كييف.
أخيرا رن هاتفها :
-أنوشكا ستبقين للأبد حيث أنت...فأنت طالق.
صعقت لإعلان زوجها.
-لماذا هذا القرار المجنون و الغير المعقول ؟
-إسمعي الجيش الروسي حاليا يقصف كييف... ما الفائدة من زواجنا ثم إنني جندت للدفاع عن العاصمة و لا ينفع بعد ذلك بقاءنا معا.
-هافريل إنني زوجتك و ما دخلي في الحرب هل فكرت في أبناءك الذين هم معي حاليا ؟
-هم في مأمن ما دمت حيث أنت. قراري نهائي و لا رجعة فيه إن عشت بعد هذه الحرب سأطالبك برؤية أبنائي أعرف أنك أم مثالية لهم لكن نفسي ترفض أي رجوع لحياة مشتركة بيننا دولتك الغازية فرقتنا و لا تحاولي الإتصال بي بعد اليوم. وداعا أنوشكا.
قطع الإتصال.
إنهمرت دموعها غزيرة و صرخت ألما كانت وحيدة في تلك الصبيحة علي أطراف النهر لا أحد سمع صراخها و لا رأي دموعها. تذكرت آخر مرة رأت فيها زوجها الأوكراني أوصلها إلي محطة القطار في كييف مع إبنيهما و ودعها بحنان و محبة : سنلتقي قريبا عطلتك هذه المرة قصيرة و هذا من حظي قال لها.
حاولت أن تحبس دموعها لكن الألم كان يتعاظم في صدرها كيف كل شيء ذهب أدراج الرياح يا رب ؟ صرخت. كيف لحياة زوجية سعيدة دامت 9 سنوات إنتهت هذه النهاية بسبب لم يكن لها أي دخل فيه؟
كيف يا رب ؟ كيف يا رب ؟ كيف ؟ كيف ؟