قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Tuesday, 28 October 2014 10:11

ذهبت المكارم إلاّ التقوى

Written by  الأستاذة كريمة عمراوي
Rate this item
(0 votes)

 

قالها حكيم ابن حزام حين قيل له لما باع دار الندوة «بعت مكرمة قريش " ،فقال "ذهبت المكارم إلاّ التقوى".

الاستدلال بحال أهل القوّة ، سواء بقوة الفهم ، أو قوّة الجاه و المال، أو بقوّة البيان و الفصاحة ، أو بقوة الأبدان ، أو قل بقوة الملك .هذه القوى إن لم يصحبها الحق فإنّها ليست بحجّة ، قال تعالى:(ولقد مكّنّاهم فيما إن مكّنّاكم فيه و جعلنا لهم سمعا و أبصارا و أفئدة فما أغنى عنهم سمعهم و لا أبصارهم و لا أفئدتهم) العبرة بهداية الله عزّ وجل للعبد  وتوفيقه له ، أمّا إذا استعين بهذه القوى في طاعة الله تعالى فهذا هو المراد و المطلوب.

كثيرون هم الذين أوتوا ذكاء و لم يؤتوا زكاء كما قال ابن تيمية رحمه الله، و هؤلاء الذين لم يعملوا بعلمهم و انصرفوا عنه هم أشدّ على الدين من الجهلة. و فيهم شبه باليهود الذين لم ينفعهم العلم الذي كان عندهم ، فتنة هذه الأمّة إمّا من عابد جاهل أو عالم فاجر ، لأنّ العالم الفاجر قد يفتي النّاس بالذب أو بما عنده من الهوى.

علينا أن نقيس الرجال بالمقاييس الصحيحة. العبرة ليست بالألقاب. العبرة بما عليه الرجل من تقوى وصلاح.

أمّا قوة المال  و الجاه فقد وصف الله لنا حال أصحابها بدقة في قوله عزّ وجل ( و كذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلاّ قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمّة و إنّا على آثارهم مقتدون)  فإنّ المخالفة للرسل تكثر في أهل الترف ، قال تعالى (إنّ الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى) فهم بما في أيديهم أهل طغيان.

الحرص على النجاح واكتساب القوة و إهمال الصلاح هو من آثار العولمة هي من تسربات الثقافة الغربية إلى البيئة الإسلامية و وعي الأمّة الآن محتل بهذه الثقافة.

فالغرب عندهم اغترار بالدنيا مثلهم مثل أهل الجاهلية ,يظنّون أن من أتاه الله الأموال و الجاه  و الأبناء فهو راض عنه . بينما دليل رضى الله عزّ و جل توفيقه لعبده للهداية  و الإقبال على الدّين  و الطاعة.

وقد فطن لذلك بعض عقلاء الغرب مثل المؤرّخ المشهور" أرنولد توينبي" هو أيضا عالم اقتصاد ، درس في "أكسفورد له مؤلفات عديدة في التاريخ و هي 12 مجلد ، و كتاب "الحضارة في الميزان" قال:"إنّ الأزمة التي يعاني منها الأوروبيون في العصر الحديث ترجع في أساسها إلى القحط  الروحي، و أنّ العلاج الأمثل  و الوحيد لهذا التمزق الذي يعانون منه هو الرجوع إلى الدين، لأنّ ما عندهم من فلسفات لم تفدهم في شيء و إنّما جلبت لهم القلق و التمزق. فطغيان الحياة المادية، و انتشار الفساد الأخلاقي، و إغفال الجانب الروحي هو الذي حرم الإنسان من الحياة الهادئة المطمئنّة  و سلب منه الراحة و السعادة".

Read 3244 times Last modified on Tuesday, 13 November 2018 15:02

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab