قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Sunday, 20 August 2017 13:08

فتنة المجالس

Written by  الأستاذة كريمة عمراوي
Rate this item
(0 votes)

( انما مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كحامل المسك، و نافخ الكير فحامل المسك : إما أن يحذيك، و إما أن تبتاع منه، و إما أن تجد منه ريحا طيبة، و نافخ الكير : إما أن يحرق ثيابك، و إما أن تجد منه ريحا خبيثة) أخرجه البخاري و مسلم عن أبي موسى الأشعري.

تجنب مجالس اللهو يعين على حبس اللسان، حبس الرجل نفسه في مجالس الطاعة و مجالس الذكر  أو في المساجد  أو في البيوت أهون عليه من أن يخلط الناس ثم يخوض فيما يخوضون فيه، فهو بين خطاءين إما سكوت عن حق و إما كلام في باطل، إما تخالط الناس بخير أو تعتزلهم بخير، أما المخالطة لأهل الشر و الفتنة في مجالسهم، و كثرة الدخول في أماكن الفتن من الأسواق و غيرها، فهو سبب لفتنة اللسان، و غيره، النبي صلى الله عليه و سلم حذر من مجالسة أهل السوء، كما أنه لا يجوز مجالسة المخالفين، كل جليس يضرك في دينك أو دنياك فلا يجوز مجالسته، من العقل مصارمة الأحمق، و أصحاب الاخلاق السيئة و الابتعاد عن مجالستهم.

من أسباب الانحراف و عدم الثبات الدخول في الفتن، الفتن كثيرة، هناك فتن خاصة مثل فتنة المال و النساء و فتن الأسواق و المجالس، و عامة مثل اختلاط الحق بالباطل، الغيبة و النميمة من المظالم، و هي متفشية في أغلب المجالس.

إما أن نخالط الناس بخير أو نعتزلهم بخير، أما أن يخالط المرء الناس و يخوض فيما يخوضون فيه فإن هذا من أعظم الآفات المؤثرة على العمل.

ينبغي للعاقل أن يختار الصاحب الصالح الدي يعينه، و الصحبة نوعان: اختيارية و قهرية، القهرية هي صحبة من لم يختر الأنسان مصاحبتهم، من لا يرغب في صحبته، في عمل أو في دراسة، أو في مسكن او في طريق، فهؤلاء لم يختر الواحد صحبتهم، و العاقل يقضي أيام صحبتهم في سلامة و عافية، يتجنب شرهم، و يتجنب صحبتهم.

 أما الصاحب الاختياري هو الذي ينبغي للعاقل أن يختاره، و يبحث عنه، و هو نادر في كل زمان، و لقد اشتكى العلماء و الحكماء من قلة هذا الجنس، و هو الصاحب الوفي، يعين على الخير و يغفر الزلة، و يستر العورة، و ضابط الصحبة النافعة، هو صاحب الدين  و العقل و الحكمة، فدينه يحمله على نفع صاحبه في الدين، و العقل يمنعه من السفه، و الحكمة تحمله على حسن التصرف.

 الصحبة في اللغة هي الملازمة و المقارنة.

 أثر الصحبة الصالحة:

كيف ارتفع أبو بكر الصديق بصحبة رسول الله صلى الله عليه و سلم ارتفع ألى أن صار أفضل البشر بعد الأنبياء و المرسلين، و كذلك صاحب موسى يوشع بن نون ذكره الله في القرآن و ارتفع بهذه الصحبة، و من أثر الصحبة صحبة عمر لأبي بكر، فكان ينافس أبا  بكر، حتى صار أفضل الناس بعد أبي بكر رغم تأخر إسلامه.

من الاُثار أثر صحبة التابعين لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم، و ما اكتسبوا من خلالها من العلم، و صحبة الأئمة كأبي حنيفة و أحمد  و مالك.

من أثر الصحبة ارتفاع الرجل بمصاحبة العلماء، كارتفاع ابن القيم بصحبة ابن تيمية رحمهما الله تعالى. و من أثر الصحبة السيئة صحبة الهالكين و الفجار، فانظر ماذا جرّت صحبة هامان لفرعون من شر عظيم، كون هامان وزيرا لفرعون. و انظر أثر الصحبة في أبي طالب، كان النبي صلى الله عليه و سلم يطمع في اسلامه لعقله، و لحبه للنبي صلى الله عليه و سلم، و مع هذا حال بينه و بين الإيمان الصحبة الفاسدة، عندما قال له بعض جلسائه :" أترغب عن ملة عبد المطلب " فكره أن يخالف أصحابه و أصدقاءه فمات على الكفر، و كره أن يذموه.

 كم جنت صحبة أهل البدع من شر، كم جنت صحبة الأشرار على أصحابها ما جنت.

العاقل له عبرة و مواعظ في صحبة أهل الخير ما يجني منها من ثمار، و في صحبة أهل الشر و ما يجني منها من الثمار السيئة.

الصاحب الذي يحرص على صحبته هو صاحب الدين الذي استقام على دين الله عزّ و جل و سلم من البدع و سلم من المعاصي هذا الذي يرغب في صحبته.

من الصفات الممدوحة العقل، السفيه لا خير في صحبته، و إن وجد الدين مع ضعف العقل، فإن ضعف العقل يحمل صاحبه على السفه، و ربما أضر بصاحبه من حيث لا يدري، و ربما أهلك أصحابه  أما السفيه و صاحب الطيش فإنه لا يحرص على صحبته، من الصفات المذمومة هي صحبة الأحمق الذي لا يميّز بين الأشياء، بل إنه تختلط عليه الأمور، فيقدم على الشر و هو يظن أنه خير، و يصد عن الخير و هو يظن أنه شر، و قد حذّر العلماء من صحبة الأحمق الذي يضر صاحبه من حيث يريد نفعه.

يحرص العاقل على صحبة الحكيم، و هي مرتبة فوق العقل، لأن الحكمة هي وضع الأشياء في موضعها، و ينبه إلى الخير قبل أن يتنبه له الناس، و يحذّر من الشر قبل أن يتنبه له الناس.

إذا صحبت العاقل تخلقت بأخلاقه في العقل، و إذا صحبت الحكيم تخلقت بأخلاقه في الحكمة، فتكون عاقلا حكيما تجاري العقلاء الحكماء في كلامهم، و في سمتهم، و في دخولهم، و في خروجهم، لأنك ستعرف كيف اكتسبوا العقل و الحكمة، لا يتعرضون لمواطن الشبه، لا يتكلمون بكل كلام، و لا يجلسون في كل مجلس، و لا يصحبون كل أنسان، و لا يخالطون كل إنسان و إنما لهم تميّز، و أماّ من فقد هذه الصفات فإنه لا يرغب في صحبته، مثل صحبه الفاسق بمعصيته أو بدعته.

Read 2069 times Last modified on Friday, 25 August 2017 07:12

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab