عوض التركيز في مجلس الأمن علي الداخل الإيراني، الأحري بالإدارة الأمريكية الإهتمام بالشأن الداخلي الأمريكي..

أتابع كل ما يجري علي الساحة الأمريكية و هناك علامات مقلقة عن وضع غاية في التأزم.

القراءة التي أعطيت للتصادم المحلي غير مرضية صراحة....الجميع يقفز علي عدوان اليسار الأمريكي علي مقومات الوجود القومي الأمريكي...تصادم بين يسار ليبرالي في معظمه علماني و ملحد و يمين محافظ قومي و إنعزالي...

قلة الموضوعية و كثرة المواقف الحادة من الطرفين ستؤدي لا محالة إلي إنفجار...علاوة علي التراشق و التلاسن اليومي علي كل المستويات نشهد تنامي ظاهرة العنف اللفظي و الإقتصادي و المادي ....إلي أين امريكا ؟

كنت قد راسلت ديبلوماسيا امريكيا في ربيع 2018، ملفتة إنتباهه إلي ثورة قادمة في امريكا* و كان تكهني في محله، عشنا علي المباشر إقتحام مجلس الشيوخ من عناصر قومية من أنصار الرئيس دونالد ترامب، لنتصور أكثر من 75 مليون أمريكي يؤمنون بتزوير الإنتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة و يبدون دعم مطلق لدونالد ترامب و حتي جزء كبير من كبار مسؤولي الحزب الجمهوري يؤيدون هذا الطرح و قد رأينا مباشرة بعد الإعلان عن النتائج الإنتخابات الرئاسية النهائية موجة من حكام جمهوريين يشددون و يضيقون قانونيا حق الإنتخاب...و باتت الأقليات في موقع لا يحسدون عليه...

الآت مخيف إن لم يتوصل الأمريكيون بكل أطيافهم إلي صيغة تفاهم علي الحد الأدني لئلا نعيش في مدة وجيزة كارثة جديدة...

محكوم علي الأمريكيين التوافق ...و لا مخرج من الحوار و التنازلات من الجميع و لتفادي حتمية الصدام ليفكر كل احد بمنطق أمريكا أولا و قبل كل شيء....التوقيت غير مناسب للتناحر الداخلي و قد مل الشعب الأمريكي الوعود العالقة...مل جمهور واسع التحدي الصارخ لثوابته...مل التنافر الذي قوض صورة امريكا في الداخل و الخارج علي السواء...

فيا تري، هل سيتعالي الجميع عن اسباب الفرقة و الخلاف أم أننا نشهد مزيد من الإحتقان و التأزم ؟....

* http://www.natharatmouchrika.net/index.php/latin-articles/en- francais/item/3668-l-amerique-a-la-croisee-des-chemins-une-nouvelle-revolution-en-gestation