جانفي مشهد 2017
تلك الليلة كنت مغادرة لإيران، في فندقنا بمشهد، جاءتني الموظفة الإيرانية في الإستقبال لتودعني و قد إستلطفتني كثيرا منذ وصولي إلي الفندق للمشاركة في دورة شجرة طوبي ... كانت الساعة متأخرة في الليل و قد جاء زوج الموظفة ليأخذها إلي البيت، فنظر إلي و بعض العضوات العربيات نظرة غضب. فهمت فورا عليه و خاطبته باللغة الإنجليزية :
-هل تتكلم سيدي الإنجليزية ؟
-نعم.
-انت منزعج مني، أليس كذلك سيدي ؟
-ليس منك تحديدا لكن من الوفد العربي ككل.
-لماذا ؟
-و هل هو هين قتل مليونان إيراني علي أيدي صدام حسين ؟؟ فالحرب ولدت ضغينة بيننا و بين العرب لا ننسي من الصعب مطالبة الشعب الإيراني بالنسيان، سيدتي.
إحتجت عليه زوجته التي أرادت تلطيف كلام زوجها لكن سارعت بطمأنتها :
-ما قاله زوجك صحيح. انتما تعلمان أنني جزائرية و نحن نكن لكم و لشعبكم الإحترام الشديد حاولنا إيقاف تلك الحرب الظالمة لكن محاولتنا باءت بالفشل و دفعنا ثمنا غاليا في سبيل ذلك فقدنا وزير خارجيتنا و الطاقم المرافق له. افهم غضبكمن أفهمه و أتصور حجم الآلام التي تسببت فيها أنظمة عربية ظالمة و الحمد لله صدام حسين لقي حتفه و اعدم علي يد شعبه ما أتمناه من قلبي أن تعيش كل شعوب المنطقة في سلام بعيدا عن تدخلات اجنبية.