عادة عندما أبدأ يومي في الصباح، أول من أقابلهم العصافير...فزقزقتهم تجلب إنتباهي و قفزهم من غصن إلي آخر يحملني إلي عالم لا يعرف مشاكلنا، مآسينا و إنحطاطنا. فأغادر لبرهة من الزمن عالمنا كي أسافر علي أجنحتهم الصغيرة إلي عالم لن تطاله بعد سوداوية النفس الأمارة بالسوء. و ابقي أحلق هناك و أضطر للعودة إلي واقعي كإنسانة مسكونة بهموم كثيرة.

و عندما تأتي ساعة تصفح جرائد الوطن و الأجنبية، أسمر عيناي علي فنجان القهوة أمامي لمدة تطول كأنني أرغب في الهرب من الأخبار التي أعرف سلفا محتواها.

ثم أعود بذاكرتي إلي جزر أندونيسيا، إلي جزيرة جاوا تحديدا و أسترجع صدي ثرثرة الببغاء: كان لدينا ثلاثة ببغاء بلونين أخضر و أزرق و كان كل واحد منهم يمعن في تسليط لسانه علي إخوانه و كنا نضع قفصهم في حديقة منزلنا....و في اليوم الذي غادرنا فيه أندونيسيا أطلقنا سراحهم أيام قبل موعد الرحيل...

نعم أنا محظوظة، عشت زمن منفصل عن كل هذا الإنحطاط...نظرة إلي العناوين قراءة لمقالة أو مقالتين و أسرع بعدها إلي غلق نافذة الصحافة لأستدير و أذهب لمراقبة صحة نبتة و هل تحتاج إلي بعض الماء....